أعادت حادثة وفاة معلمة وإصابة ست أخريات بالإضافة لسائقهن للأذهان حوادث المعلمات على الطرق ومعاناتهن المستمرة مع حركة النقل الخارجية فيما طالب عدد من أولياء أمورهن بوضع الحلول العاجلة للحد من تكرار تلك الحوادث التي راح ضحيتها العشرات من المعلمات . قصة معلمات " مدرسة الحفنة " , كغيرها من قصص حوادث المعلمات المؤلمة لم تكن الأولى , وربما لن تكون الأخيرة , فبعد حلم انتظار التعيين لسنوات , والانخراط في سلك التعليم , بدأت ومنذ أول يوم في المباشرة ومنذ ساعات الصباح الأولى رحلة المعاناة لأولئك المعلمات صوب مقار عملهن , لتنتهي مع غروب شمس كل يوم . ويُشكل غياب وسائل النقل المُجهزة الهاجس الأكبر لأولئك المعلمات , اللاتي وجدن أنفسهن مُكرهات على قبول سائق أجنبي بسيارة تفتقد لأبسط وسائل السلامة في ظل غياب وسائل النقل المُجهزة , وكان السؤال الأبرز الذي يُسيطر على عقولهن متى يُسدل الستار عن نهاية قصة اغترابنا ؟ " الوئام " التقت بأقارب المعلمات المصابات بغية إيصال أصواتهم إلى مسؤولي الوزارة .وقال مسفر القثامي والد المعلمة إيمان , إن الظروف أجبرتها مع زميلاتها على استئجار سائق " برماوي " الجنسية لإيصالهن إلى مقر عملهن مضيفاً بأنها تدرس الصف الثالث الابتدائي , وتقطع يومياً 600 كيلومتر ذهاباً إلى " مدرسة الحفنة الابتدائية " التابعة لمحافظة الكامل في الرابعة فجراً , ولم تشملها حركة التنقلات التي تجريها الوزارة , مضيفاً بأنهم يضعون أيديهم على قلوبهم حتى عودتها في الخامسة عصراً . وأشار بأنهم تلقوا خبر الحادثة عن طريق مستشفى الزاهر العام بمكة , ولم يكونوا مصدقين بأن كتب الله لها النجاة من موت محقق , وتم إخراجها هي وزميلتها " بابتدائية الشرع " المعلمة زهرة بعد تلقيهما العلاج اللازم , داعياً بالرحمة والمغفرة للمعلمة المتوفاة في سبيل التعليم . وقال سعد سنكي زوج المعلمة المصابة نادية الحربي بأن زوجته تدرس اللغة الانجليزية للمرحلة المتوسطة بمدرسة الحفنة , وقد تعرضت لكسر في الحوض وكسر في عظمة السلسلة بالعمود الفقري فضلاً عن وجود نزيف بالكبد , مُشيراً إلى أن لها عامان في المدرسة , ولديها ولد عمره ست سنوات ونصف , وبنت تبلغ من العمر ثلاثة أعوام , كما ترقد المعلمة المصابة عزماء اللحياني في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر . وأوضح حمدان الكبكبي أن زوجته المعلمة المصابة محاسن المسعودي تقوم بتدريس مواد التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة بمدرسة الحسناء بقرية الحفنة, وقد تعرضت لكسر مضاعف في الحوض وتمزق في الكبد ورضوض بأنحاء متفرقة من جسدها أفقدتها الوعي تماماً وترقد حالياً بقسم العناية المكثفة. من جانبه قال الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة بأن حالة المعلمة المُصابة عتقاء السلمي مستقرة وتعاني من كسر بالحوض , فيما تعرض السائق لكسر في الذراع وحالته الصحية مستقرة , وقد وجه باداود بتقديم الرعاية الصحية لهما والاهتمام بهما من قبل العاملين في المستشفى , وسوف يتم نقلهن إلى غرفة خاصة بعد تلقي العلاج اللازم . وطالب ذوو المصابات عبر " الوئام " وزارة التربية والتعليم بنقل المعلمات المصابات بالقرب من منازلهن تخفيفاً من حدة الصدمة التي حلت بهن , أو على أقل تقدير توفير وسائل نقل تتوفر بها وسائل السلامة من قبل وزارة التربية والتعليم . تجدر الإشارة إلى أن اغتراب المعلمات وكثرة الحوادث من الملفات الشائكة التي تؤرق المسئولين في وزارة التربية والتعليم , ولم يتم وضع الحلول اللازمة لها للقضاء على المشكلة بشكل نهائي يرضي المعلمات ويريح أولياء أمورهن من الخوف والقلق المُستمر على مصير قريباتهن . رابط الخبر بصحيفة الوئام: حادثة معلمات «الحفنة» تعيد معاناة المعلمات بالطرق للواجهة