افتتح في مدينة الرمثا الأردنية الحدودية مع سورية أخيراً مخيم موقت لاستقبال مئات اللاجئين السوريين بدعم من مبادرة أطلقها الأمير السعودي تركي بن طلال وعدد من مؤسسات الإغاثة الدولية. واستقبل المخيم الذي جُهز في حديقة الملك عبدالله زهاء 1500 لاجئ سوري، عبروا إلى الأراضي الأردنية مجتازين الأسلاك الشائكة بين حدود البلدين. وقالت جهات إغاثية أردنية ل «الحياة» إن الأمير تركي «تبرع ب 25 كرفاناً (منازل متنقلة) لإيواء العائلات السورية، بكلفة تجاوزت 100 ألف دولار، فيما قدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومؤسسات إغاثة أخرى عدداً آخر من الكرفانات لاستقبال مئات اللاجئين». وكان الأمير أطلق خلال زيارته الأخيرة للأردن مبادرة لإغاثة اللاجئين السوريين تحت عنوان «نلبي النداء»، إلى جانب مبادرات أخرى تنفذها فرق عمل متخصصة داخل المدن والمحافظات الأردنية التي تحتضن عشرات آلاف اللاجئين. وقال رئيس «جمعية الكتاب والسنة» الأردنية المعنية بأوضاع اللاجئين السوريين زايد حماد إن مبادرة الأمير «ساهمت في إنجاز أول مخيم موقت للسوريين في حديقة الملك عبدالله في الرمثا، وأخذت في الاعتبار اعتماد المواصفات الدولية للأمم المتحدة في بناء التجمع السكني الجديد». وتحدث حماد الذي رافق الأمير في عدد من جولاته التفقدية لتجمعات السوريين، عن نجاح المبادرة في تأمين الإيجارات الشهرية لمساكن العائلات السورية التي يتم نقلها إلى مدينتي المفرق وعجلون شمالي البلاد. وإلى جانب الإيجارات، تغطي المبادرة الحاجات التموينية والشخصية، إضافة إلى الخدمات الطبية المجانية وتأثيث المساكن. وتابع أن «الزيارات الدورية التي يقوم بها سمو الأمير إلى الأردن، ترافقها قوافل إغاثة محملة بآلاف الأطنان من المواد التموينية والمستلزمات الطبية التي تقدمها المبادرة للعائلات السورية». وأشار إلى افتتاح المبادرة عدداً من العيادات الطبية للاجئين في مدينة المفرق الحدودية، معتبراً أن الدور الذي تضطلع به في الأردن ولبنان «جهد إنساني بحت». ويقول رئيس «الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية» (مؤسسة رسمية) أيمن المفلح إن المبادرة «تساهم إلى حد كبير بتقديم المساعدات لمحتاجيها من اللاجئين، لا سيما دفع الإيجارات الشهرية حتى نهاية العام للكثير من الأسر السورية التي لجأت إلى الأردن، إضافة إلى تحمّل جزء كبير من تكاليف مراكز الإيواء في الرمثا وتغطية الحاجات التموينية والطبية من خلال فريق عمل يسهر على راحة المستفيدين من خدمات المبادرة». وأضاف أن المبادرة تتضمن «تسيير قوافل برية سعودية إلى الأردن، مزودة بالحاجات الماسة من غذاء وأثاث ومستلزمات نظافة وأدوية». وتهدف المبادرة إلى «دعم الجانب الصحي» من خلال متابعة ونقل وعلاج الإصابات المستعصية من جرحى الأحداث في سورية، وتقديم برامج دعم نفسي للحالات الخاصة، ودعم جمعية المركز الإسلامي المعنية أيضاً بعلاج اللاجئين في مدينة المفرق. وكان الأمير تركي بن طلال قال في زيارته الأخيرة إلى الأردن:»إن الدور الذي تقوم به المبادرة لإغاثة اللاجئين السوريين «جهد إنساني لا علاقة له بالمواقف السياسية». ورأى في المبادرة «ثمرة تعاون بين أشخاص مخلصين لإغاثة المحتاجين والمظلومين عندما يلزم ذلك في بلدان عدة قبل الأزمة السورية بسنوات من دون النظر إلى العرق أو الدين أو المذهب». إلى ذلك، التقى السفير السعودي لدى الأردن فهد الزيد أمس رئيس اللجنة السعودية المشرفة على مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن. واطلع خلال اللقاء على سير أعمال اللجنة المشرفة على أعمال الحملة الشعبية السعودية لمساعدة اللاجئين السوريين، وعلى خطة العمل المتعلقة بتوفير المباني السكنية الجاهزة وعددها 2500 وحدة التي تبرعت بها المملكة لمساعدة اللاجئين السوريين.