طهران، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت إيران امس، أن العقوبات المفروضة عليها «تعرّض أمن المنطقة لخطر»، وحضّت الدول الست المعنية بملفها النووي، على رفعها خلال الجولة المقبلة من المحادثات بين الجانبين، المقررة في بغداد بعد ثلاثة أسابيع. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولين أميركيين يعتقدون بتراجع احتمالات شنّ حرب على إيران «في المستقبل القريب»، بعد قرع طبولها في الشهور الماضية. ونقلت عن مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما قوله: «أعتقد بانخفاض حرارة (الوضع). ثمة عوامل، بينها المحادثات والعقوبات. ونحن الآن في مرحلة تشهد فتح نافذة (تسوية)، من خلال مزيج من الديبلوماسية والضغط» على طهران. ونسبت الصحيفة إلى المسؤولين الأميركيين إن بين العوامل التي قوّضت الحديث عن حرب، العقوبات التي جعلت الإيرانيين يتخذون موقفاً أكثر مرونة في المحادثات التي خفّفت حدة التصريحات من الجانبين، وتنامي الانقسام في إسرائيل على أسلوب التعاطي مع طهران، وتصميم البيت الأبيض على تجنّب أي نزاع عسكري، لأنه قد يعرقل إمدادات النفط في سنة انتخابية في الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات اسطنبول شكّلت «نقطة تحوّل في التفكير الأميركي إزاء إيران». في طهران، اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمان برست أن «الأمن ليس فقط ألا تحدث حرب في منطقتنا، إذ أن العقوبات على إيران تعرّض أمن المنطقة لخطر، لأنها تمنع إحدى دول المنطقة من الاستفادة من مواردها». وزاد: «الأمن يسود عندما يمكن كل الدول الاستفادة من مواردها». أما الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، فقال إن «إيران تتوقّع أن تنهي الدول الست عقوباتها غير المنطقية، خلال اجتماع بغداد». وأضاف أن «عدم فاعلية العقوبات ثبُت حتى للقادة الغربيين»، معتبراً أن رفعها سيُظهر «حسن نياتهم، من خلال جهد لإعادة الثقة» بين الجانبين. وزاد حداد عادل، وهو مستشار لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي: «حتى ولو لم يكن في إمكاننا توقّع تسوية كل المسائل في بغداد، نفترض أن يندرج مناخ المفاوضات في إطار النهج الذي اعتُمِد في اسطنبول». وأعرب المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية عن أمله بأن تكون المحادثات التي تُستأنف بين بلاده والوكالة منتصف الشهر الجاري، «بناءة وناجحة جداً». وقال: «الغرض الرئيس هو التفاوض على الشكل وإطار العمل، لتسوية القضايا العالقة وإزالة أوجه غموض». لكنه شدد على أن طهران «لن توقف مطلقاً نشاطات تخصيب اليورانيوم». إلى ذلك، أعلن قائد قوات الدفاع الجوي في إيران الجنرال فرزاد إسماعيلي امتلاك بلاده «تكنولوجيا تدمير الصواريخ أو حرف مسارها لتصيب الهدف الذي نحدده لها، قبل أن تصل أراضينا». وانضم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت إلى جبهة مناهضي توجيه ضربة عسكرية لطهران، بقوله: «لا سبب الآن للامتناع عن الحديث عن جهد عسكري، ولكن قطعاً لا لشنّ هجوم إسرائيلي» على إيران. واعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك «يتحدثان بصوت مرتفع جداً، ويوجدان مناخاً قد يفقدان السيطرة عليه»، وتساءل: «لماذا نريد وضع الولاياتالمتحدة في موقف تبدو فيه كأنها تنفذ أوامر إسرائيل؟». أما الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية (موساد) مائير داغان فاعتبر أن النظام الإيراني «ذكي وأستاذ في الديبلوماسية، ويتقدم بثبات نحو تحقيق أهدافه النووية». كما رأى الرئيس السابق للأركان الجنرال غابي أشكنازي أن «ثمة وقتاً لوقف إيران، والهجوم ليس مطلوباً الآن، ويُفضّل في المرحلة الأولى عرقلة برنامجها النووي ديبلوماسياً».