قال مصدر خليجي مطلع اليوم الإثنين إن قطر تبذل مساعي للمساعدة في الإفراج عن أربعة أميركيين تحتجزهم رهائن في سورية فصائل مسلحة مختلفة وذلك بعد يوم من نجاح جهودها في اطلاق سراح صحافي محتجز منذ العام 2012. وامتنع المصدر عن ذكر أسماء الرهائن الاربعة أو أي تفاصيل عنهم ولم تتمكن رويترز على الفور من التحقق من هذا الأمر من مصدر مستقل لكن مصادر أخرى أيدت ما قاله المصدر الخليجي عموما. وتتزامن هذه المبادرة القطرية مع سعي الدوحة لتفنيد اتهامات من جانب بعض الدول العربية المجاورة والساسة الغربيين أنها تدعم أشد الجماعات المتشددة المسلحة معاداة للغرب في العراق وسورية. وجاءت هذه الاتهامات في أعقاب انتقادات على مدى أشهر من جانب جماعات حقوق الانسان بشأن معاملتها للعمال الوافدين من اسيا وكذلك اتهامات بالفساد في نجاح مسعى استضافة نهائيات كأس العالم في كرة القدم لعام 2022. وقد توسطت قطر لاطلاق سراح أسرى أجانب وسوريين في مناسبات مختلفة خلال الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ثلاث سنوات. وأدت أحدث مساعيها في دبلوماسية الرهائن إلى إطلاق سراح الأميركي بيتر ثيو كيرتس المحتجز منذ عامين لدى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة يوم الأحد الماضي. وقال المصدر الخليجي لرويترز مشترطا عدم الكشف عن هويته "تم تحديد مواقع وجود أربعة أمريكيين آخرين اختفوا في سورية وتعمل قطر على الإفراج عنهم." وأضاف المصدر أن الرهائن محتجزون لدى جماعات مختلفة لكنه امتنع عن ذكر تفاصيل، فيما امتنعت وزارة الخارجية القطرية عن التعقيب. وقال مصدر في الدوحة على صلة وثيقة بالحكومة القطرية دون الخوض في التفاصيل إن واشنطن تعمل مع قطر لمحاولة الافراج عن عدد من الرهائن الأميركيين في سورية. وقال قائد مجموعة مسلحة في سورية تم الاتصال به عن طريق سكايب من بيروت لرويترز إن قطر تحاول باستمرار تأمين اطلاق سراح الأسرى من مختلف الجنسيات. وأضاف "قطر لها صلات طيبة هنا على الارض مع مجموعات مختلفة. وأولويتهم هي الافراج عن الرهائن وهم يقدمون المساعدة كلما سنحت الفرصة. ويستخدمون علاقاتهم للافراج عن الرهائن. وفي الوقت الحالي يعملون على عدة قضايا فيما يتعلق بالرهائن." وقال مسؤول من المعارضة السورية في الدوحة إن قطر تحاول تأمين الافراج عن عدد من الرهائن في مختلف أنحاء سورية لكنه لم يذكر العدد. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "قطر لها علاقات طيبة جدا مع الألوية داخل سورية، ولهذا السبب تنجح محاولاتهم وتبذل جهود أكبر لاطلاق سراح عدد من الرهائن داخل البلاد." وفي واشنطن قال الناطق باسم وزارة الخارجية إن الحكومة الأميركية تواصلت على مدى العامين الأخيرين مع أكثر من 20 دولة لطلب المساعدة من أي طرف يمكنه أن يضمن الافراج عن المواطنين الأميركيين المحتجزين في سورية. وظهرت أنباء اطلاق سراح كيرتس بعد أيام فقط من نشر تنظيم الدولة الاسلامية مقطع فيديو على الانترنت يظهر قيام أحد مقاتليه بذبح الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي اختطف في سورية العام 2012. وربما يساعد الدور الذي لعبته قطر في الافراج عن كيرتس في اصلاح ما شاب سمعتها من اتهامات من بعض منتقديها من العرب والغربيين أنها تدعم تنظيم الدولة الاسلامية وبعض الجماعات المتشددة الأخرى في العراق وسورية. وتنفي قطر أنها تدعم جماعات مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة لكنها على خلاف منذ أشهر مع بعض جيرانها من دول الخليج بسبب تأييدها القديم لجماعة الإخوان المسلمين واتهامات من السعودية والامارات أن الدوحة تتدخل في شؤونها الداخلية. وفي ظل سياسة تقوم على تسليط الضوء على دورها على المستوى العالمي لعبت قطر منذ سنوات دور وسيط السلام في دول من الصومال إلى لبنان كما أثارت استياء جيرانها من الدول المحافظة بتأييد انتفاضات الربيع العربي وتمويل حركات اسلامية. وأعلنت قطر هذا الاسبوع أن أهدافها في المنطقة سلمية وانسانية وأصدرت بيانا أدانت فيه ما وصفته بالجريمة الوحشية التي راح ضحيتها الصحافي فولي. ولم تتضح بعد تفاصيل الكيفية التي تمكنت بها قطر من تحقيق الافراج عن كيرتس لكن المصدر الخليجي قال إن المخابرات القطرية وبناء على طلب من الولاياتالمتحدة حصلت على دليل مصور بالفيديو يؤكد أن كيرتس على قيد الحياة الأمر الذي سمح ببدء المفاوضات على اطلاق سراحه. وقال المصدر دون ذكر تفاصيل "طلب الخاطفون فدية لكن هذا ليس بالامر الذي تشارك فيه قطر". وقال المصدر إن قطر كانت على استعداد لمحاولة السعي للافراج عن رهائن محتجزين لدى جماعات اسلامية مختلفة لكنها وجدت صعوبة في التعامل مع الدولة الاسلامية التي أعلن مقاتلوها المسؤولية عن قتل فولي. ورحبت لجنة حماية الصحافيين الأميركية بالافراج عن كيرتس "بعد عامين من الأسر المؤلم في سورية". وتقدر اللجنة أن حوالي 20 صحافيا مفقودون في سورية ويعتقد أن كثيرين منهم تحتجزهم الدولية الاسلامية.