باح معلمون سعوديون بما في صدورهم من عتب على وزارة التربية والتعليم، وطالبوا الوزارة بتحقيق وعودها، إضافة إلى مطالب أخرى، منها ما يتعلق بهم كمعلمين، ومنها المرتبط بالبيئة التعليمية، فضلاً عن دعوتها إلى تصحيح أخطاء ارتكبتها بحقهم وحق العملية التعليمية. وطالب معلمون تحدثوا ل«الحياة» مع اقتراب ساعة الصفر لبداية العام الدراسي الجديد ب«إعادة هيبة المعلم أمام الطالب» بعد أن فقد شخصيته القيادية والرئاسية وحتى التعليمية بسبب تعليمات الوزارة» منادين بتعديلات إدارية جديدة تعيد صورة المعلم الحقيقية أمام الطلاب. واعتبر معلمون أن وزارة التربية والتعليم «لم تحقق مطالبات المعلمين التي كانوا يؤملونها وينتظرونها بداية كل عام دراسي»، ومن بينها، بعض القرارات التي تتعلق بالعملية التعليمية والتربوية، وأخرى تتعلق بتحسين الوضع الإداري للمعلمين. وينتظر معلمون قبل بدء الدراسة كل عام حزمة من التغييرات التي تصب في صالح المعلم مثل القرارات الإدارية والفنية والتربوية، إلا أن «تلك القرارات لا تحمل إلا التغييرات الروتينية التي اعتدنا عليها مطلع كل عام». يقول المعلم يوسف المهنا: «مطالب المعلمين الوظيفية التي لا نزال نحلم بتحقيقها لا تزال حبيسة الأدراج». ومن بين طموحات المهنا التي «لا تزال قيد الدراسة»، حسب تعبيره، «صرف بدل السكن للمدرسين وتوفير التأمين الصحي، وإعطاء المستحقين درجاتهم بحسب سنوات الخدمة إضافة إلى فروق الراتب». والمهنا كسواه، يرى عقبات تواجه المعلمين «لم تسع الإدارة إلى تغييرها، من بينها كثرة الطلاب في الفصول الدراسية، وارتفاع نصاب الحصص التي ترهق المعلم جسدياً، وتضعف من أدائه»، مؤكداً ضرورة القيام ب«صيانة حقيقية للمدارس». لكن المعلم مهدي علي كان يغني على ليلٍ آخر، إذ إن «إعادة هيبة المعلم أمام الطلاب» هي مطلبه الرئيسي، فهو يرى أن «الوزارة بأنظمتها الحالية أسهمت في شكل كبير في هز صورة المعلم ودوره التربوي أمام طلابه». ويفسر امتعاضه بقوله: «الضوابط التربوية والإدارية التي حددتها الوزارة تمنع المدرس من توبيخ الطلاب أو معاقبتهم، حتى لو كان الطالب هو المعتدي على المعلم، إذ تمنع الأنظمة الرد على الطالب بالمثل حفاظاً على صورة المعلم التربوية أمام طلابه، باعتباره أباً ثانياً». ويضيف: «هذه القرارات الإدارية التي يفترض أن تكون تربوية للطالب، أسهمت في عدم احترام الطلاب للمعلمين، بأخذها مفعولاً عكسياً، وأزالت الصورة النمطية السابقة التي كان المعلم فيها يحظى بشخصية قوية حتى خارج إطار المدرسة». وأوضح أن «أنظمة الوزارة الجديدة المعتمدة على التقويم المستمر أسهمت في عدم حاجة الطالب للمعلم في عدد من النقاط التعليمية»، موضحاً أنهم مجبرون على «تنجيح» الطالب بسبب الأنظمة الجديدة للوزارة «حتى لو كان خاملاً طوال السنة ولم يقم بأي مجهود يذكر». وذكر مهدي أن من العقبات التي تواجههم «طول المناهج الدراسية والمليئة بالحشو» وتابع: «المناهج طويلة جداً، ومن الصعب إنهاؤها قبل نهاية الفصل الدراسي، إضافة إلى احتوائها على عدد من الأخطاء المطبعية والعلمية».