أوضح رئيس لجنة أصدقاء التراث بمحافظة ينبع عواد الصبحي بأن لجنة أصدقاء التراث بمحافظة ينبع تأسست منذ 10 سنوات، ومن خلال الأهداف التي وضعناها والأعمال التي نفذناها لرعاية الآثار والمحافظة عليها نشعر بأن مهمتنا وطنية بالدرجة الأولى على رغم أننا متطوعون لهذا العمل، ولكننا بالتأكيد نسد جزءاً من الفراغ الحاصل في هذا المجال فلا توجد أية جهة مسؤولة مباشرة عن التراث بصفة خاصة لها وجود في المحافظة باستثناء اللجان السياحية المعروفة التي تجتمع في السنة مرة أو مرتين وأضاف الصبحي ل«الحياة»: «أعضاء هذه اللجان تشغلهم أعمالهم الرسمية كثيراً عن تحقيق ما يريده المجتمع منهم وما يفرضه الواقع المؤلم لتراث ينبع بعد أن أصبحت منازل المنطقة التاريخية خرابات ومأوى» للكلاب والقطط والحيوانات السائبة ومرمى للنفايات، ثم بعد ذلك تتحول إلى أماكن خطرة تشكل لها لجان ليس لترميمها والحفاظ عليها والعناية بها؛ وإنما لإزالتها من الوجود كي تصبح أثراً بعد عين، والغريب أن الزائرين الأجانب عندما يشاهدون هذه الأماكن يحتفون بها ويصورونها، بينما هي عندنا تتحول إلى مناطق مخيفة وفي كل يوم تتهدم بعضها وتتساقط جدرانها وهي منسية تماماً من النظافة والإنارة والمتابعة وكأنها ليست ضمن خريطة البلد». وأوضح أن الجهود الذاتية التي تقوم بها الجمعية أسهمت نوعاً ما في الحفاظ على شيء من هذا التراث «لقد قمنا بجهود ذاتية بالتعاون مع هيئة السياحة والآثار ومع فرع السياحة بالمدينةالمنورة ومع جهات أخرى وسعينا لترميم جزء من سوق الليل الشعبي الذي افتتحه موقتاً رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بصحبة أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبد العزيز بن ماجد ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن ثنيان في احتفالية رائعة أسعدت أهل ينبع، كما تقوم الآن هيئة السياحة بترميم منزلين هما منزل البابطين ومنزل جبرتي». وأكد أن اللجنة تقوم بعمل دائم لاستقبال السياح والزائرين والقناصل وطلاب المدارس وكذلك الجهات الإعلامية «نحن نصحب جميع زوار المنطقة في جولات ميدانية للتعريف بالمعالم والمواقع التراثية لمحافظة ينبع، غير أن كل زائر يشعر بالأسى لأوضاع هذه الأماكن؛ لأن وضع المنطقة التاريخية فيما يُعرف بينبع القديمة ذات الطراز المعماري المميز أصبح مشكلة مزمنة مرت عليها عشرات السنين وفي كل سنة يُهدم منها جزء وتتساقط أجزاء أخرى إذ أصبحت المنازل مهجورة تشب فيها الحرائق وتتداعى الجدران وتنمحي حقبة من تاريخ أجدادنا لم نستطع أن نحافظ حتى على هذه الرموز التراثية لنذكرهم بالخير ونترحم عليهم».