يعد سوق الليل من أشهر الأسواق الشعبية في مدينة ينبع والحجاز، والتي تعد من أشهر الموانئ التاريخية المطلة على البحر الأحمر، وتهدف الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تطويرها ضمن استراتيجية التنمية السياحية لمحور البحر الأحمر، عبر الاستثمار في مجال التراث والثقافة على ساحل البحر الأحمر، وإحياء مراكز المدن التاريخية من خلال مشروع تطوير مراكز المدن التاريخية بشمال البحر الأحمر في ضباء، وأملج، والوجه، وينبع الذي تقوم عليه الهيئة. ويهدف المشروع إلى إحياء السوق في المقام الأول من أجل إبراز تاريخ المنطقة الأثرية وسوقها، وأن تكون مقصدًا للسياح في المستقبل والجذب السياحي خصوصًا للزوار والسياح لمدينة ينبع في العطلات المدرسية وباقي أوقات العام. حول هذه السوق والجهود المبذولة لتطويره، يقول رئيس لجنة التراث في ينبع عواد الصبحي: يعد سوق الليل من أشهر الأسواق الشعبية في ينبع، ومع التطور العمراني هجر أصحاب المحلات في السوق لركود العمل فتهدمت أجزاء منه، وطال الخراب جوانبه وانتقل أصحاب السوق إلى مواقع قريبة منه حفاظًا على تواصل الزبائن معهم والإبقاء على منظر البحر أمامهم وأهازيج القادمين من رحلات الصيد والغوص تملأ أسماعهم في لوحة شعبية تعد من تراث السوق. ويضيف الصبحي: تأتي جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار مع شركائها الاستراتيجيين في كل من مشروع الهيئة الملكية بينبع وبلدية محافظة ينبع لترميم سوق الليل القديم بينبع ضمن مشروع ترميم وتأهيل المنطقة التاريخية بينبع التي تحتوي على مبان أثرية قديمة يعود بعضها لأكثر من 100 عام ما زالت قائمة حتى الآن، وقد حافظ بعضها على تماسكه، مما جعلها محط اهتمام الزوار من السياح والمهتمين بالتراث والباحثين، كما أن المنطقة التاريخية تقع في وسط البلد، وهو ما يسهل على الجميع زيارتها، وبها مبان كثيرة ذات طراز إسلامي، تزينها المشربيات (الرواشين) والأبواب، والتي تتميز بخصائص الفن المعماري المحلي. ويشهد سوق الليل الشعبي والأثري بينبع القديمة إقبالًا من الزوار والمصطافين، وبات من الأماكن التي يفضلها الأهالي والزوار ويرجع تاريخ سوق الليل الشعبي إلى قرن مضى واشتهر ببيع المنتوجات الشعبية والسمك الناشف (المجفف) والبصر والزرنباك، والمنتجات الغذائية المحلية كالسمن والعسل والتمر وأدوات الصيد البحرية والتحف والأواني النحاسية ومطاعم السمك المقلي والصيادية والقهاوي الشعبية والأقمشة والخبز بأنواعه. ويختم الصبحي بقوله: راعت أعمال الترميم الحفاظ على الإرث والهوية القديمة للسوق من الداخل والخارج مثل الأبواب والشبابيك والمصطبة أمام المحل المخصصة لجلوس الزبائن، حيث لجأ المقاول إلى استخدام أدوات قديمة مشابهة لأدوات البناء القديمة. ونفذت الهيئة الملكية بينبع أعمال الترميم وإعادة بناء محلي من أساسات السوق القديمة، ووجه سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان فريقا من هيئة السياحة والآثار لمتابعة سير العمل لإزالة أي عقبة تعترضه واستكمال المرحلة الثانية من ترميم السوق. وخضعت عمليات ترميم السوق إلى إجراء دراسات ووضع الرسومات التصورية لما كان عليه السوق في السابق قبل إجراء أعمال ترميم واسعة، وروعي في الترميم محاكاة السوق للواقع الفعلي له والذي يبرز هوية سوق الليل القديمة باعتباره أحد المعالم البارزة وكونه واجهة حضارية وجزءًا مهمًا من الهوية الثقافية والحضارية للمحافظة، وتم ترميم جزء من سوق الليل (22 دكانا) وإطلاق التيار الكهربائي لإبراز ما يحتويه من تراث ثقافي ومعماري متميز مما يجعل منطقة سوق الليل القديمة وجهة سياحية طوال العام.