قتل خمسة جنود استراليين في حادثين منفصلين بافغانستان أمس، ما شكل بحسب رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد التي قطعت رحلة قصيرة الى منتدى جزر المحيط الهادئ وعادت الى بلدها «اليوم الأكثر دموية في المعارك منذ حرب فيتنام». وقضى ثلاثة جنود في ب «نيران صديقة» اطلقها جندي افغاني من رشاش عليهم في قاعدة تارين كوت بولاية اروزجان المضطربة جنوب البلاد حيث ينتشر نحو 1500 جندي استرالي، ما رفع الى 38 عدد الجنود الاستراليين الذين قتلوا في افغانستان منذ نهاية عام 2001، والى 42 عدد قتلى القوات الأجنبية بهجمات جنود مارقين» هذه السنة، بينهم 15 هذا الشهر. اما الجنديان القتيلان الآخران فسقطا بتحطم مروحيتهما في ولاية هلمند (جنوب). وكشف نائب وزير الدفاع الاسترالي المارشال مارك بنكسين ان الجنود القتلى كانوا يستريحون في نهاية النهار لدى فتح الافغاني النار. اما الجنرال الأفغاني عبد الحميد حميد فلم يستبعد حصول التباس في هوية الجنود نتج من اعتقاد مطلق النار بأنهم متمردون بعد قدومهم مترجلين وطلبهم دخول معسكر الجيش الأفغاني. وفرّ الجندي حكمت بعد اطلاق النار، علماً انه يخدم في الجيش بارزوجان منذ نحو خمسة شهور. واعتبر هذا الحادث ثالث اطلاق نار من قبل جنود افغان على زملائهم الاستراليين. وأقرت غيلارد بأن زيادة «الهجمات من الداخل» يصعّب عملية بناء الثقة بين الاستراليين والافغان، لكن استراتيجيتنا محددة وثابتة، ولا يمكن ان نسمح حتى لأكثر الخسائر المؤلمة بتغييرها». وأعلنت كانبيرا في وقت سابق من السنة الحالية انها ستبدأ سحب قواتها عام 2013، بسبب عدم تحقيق مكاسب امنية وتزايد الضغوط عليها بعدما طالت فترة العملية العسكرية في افغانستان. وفي باكستان، قتل مسلحون مجهولون قاضياً شيعياً يدعى ذو الفقار نقوي وسائقه وحارسه الشخصي في كويتا عاصمة اقليم بلوشستان (جنوب غرب) الذي يشهد عنفاً طائفياً. وقال المسؤول الكبير في الشرطة وزير خان نصير ان «مسلحين انتظروا القاضي لدى مرور سيارته. وحين ابطأت اطلقوا النار ولاذوا بالفرار». على صعيد آخر، رأى عبدالله عبدالله، خصم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009 والذي يدرس احتمال ترشحه مجدداً عام 2014، أن الغرب يبتعد أكثر وأكثر عن تحقيق حلمه بالانتصار في الحرب الأفغانية. وقال في حديقة منزله الفخم بكابول والخاضع لحماية حراس مسلحين: «حين وصل الأميركيون إلى أفغانستان استقبلهم الشعب بالترحيب بعدما عانى من نظام حركة طالبان المتطرف». وزاد: «كان الوقت ملائماً، إذ أن الشعب كان متعطشاً للتغيير واحتاج إلى التزام حازم من أجل إعادة إعمار البلاد وتطويرها، لكن الولاياتالمتحدة أهملت هذا الشعب بعدما أطاحت طالبان من السلطة وركزت جهودها على العراق، وهو لا يزال يدفع ثمن ذلك حتى اليوم».