يجري وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم (الثلثاء) محادثات مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع للسعودية منذ تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني الحكم. وعلمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية أن زيارة عبداللهيان للمملكة جاءت بطلب من الجانب الإيراني، وأنها ستبحث العلاقات بين البلدين، إلى جانب الأوضاع المشتعلة في المنطقة، خصوصاً الوضع في سورية والعراق. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية أن زيارة مساعد وزير الخارجية ستبحث «العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين». وكانت كل من الرياض وطهران رحبت الشهر الجاري بتكليف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة، في وقت تعاني فيه بلاده من تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وسبق للرئيس الإيراني روحاني أن تعهد، في تصريحات بعد انتخابه، بتحسين العلاقات مع الدول الخليجية العربية، خصوصاً السعودية. وقال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله العسكر ل«الحياة» أمس إن زيارة المسؤول الإيراني للمملكة «مهمة وتأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة زخماً طائفياً غير محدود في العراق وسورية». وأضاف: «كان من الضروري أن يلتقي المسؤولون في المملكة وإيران، باعتبارهما دولتين تمثلان ثقلاً في المنطقة، وهذا مفيد لحلحلة الاحتقان الطائفي، وإيجاد حل معقول لما يحدث». وأضاف: «أيضاً لأن إيران متهمة من المجتمع الدولي بأنها تقف خلف ما يحدث في المنطقة، وأعتقد بأن السعودية ستبلغ الإيرانيين أن الوضع في المنطقة وصل إلى درجة مزعجة، وبات يؤثر في المنطقة بأكملها، وليس في دولة دون الدول الأخرى». وشدد عضو مجلس الشورى السعودي على أن المملكة «تواجه هجمة إعلامية غير مسبوقة، واتهامات متكررة بأنها تقف خلف الأحداث الأمنية في العراق، وهذا غير صحيح إطلاقاً». وأضاف: «لا يوجد أي دليل على أن المملكة تدعم (داعش) الذي يهدد المنطقة بأكملها، ولا يمكن الترويج لدعم الرياض له، بدعوى أنه صنيعة سنية، لأن قتلاه من الشيعة واليهود والمسيحيين أقل من قتلاه من أبناء السنة». وأشار إلى أن السعودية «لها موقف معروف من محاربة التشدد والإرهاب».