تحول نقاش داخل الكنيست الإسرائيلي حول حرية العربي في اسرائيل التحدث بلغته إلى نقاش صاخب بين رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين والنائبالعربية من «التجمع الوطني الديمقراطي» حنين زعبي التي تعرضت مرة أخرى إلى الصراخ من مقاعد أحزاب اليمين واتهامها بالتطرف والعمل ضد إسرائيل في المحافل الدولية. في غضون ذلك شرع اليمين الإسرائيلي في حملة شرسة على منظمات حقوقية إسرائيلية محسوبة على اليسار الإسرائيلي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 بداعي أنها تساهم في «الحملة الدولية لنزع الشرعية عن إسرائيل» وتشوه سمعتها. واقترح تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في مصادر تمويل هذه المنظمات سعياً منه إلى إظهارها بأنها تتلقى الدعم من جهات معادية للدولة العبرية. ولقي الاقتراح دعماً من أحزاب اليمين وبعض نواب حزب «كديما» الوسطي المعارض. وعلى رغم أن اللجنة ليست مخولة صلاحيات فعلية، إلا أن تشكيلها يندرج في إطار الملاحقة السياسية لليسار الإسرائيلي أو ما تبقى منه بهدف كم الأفواه وتضييق مساحة حرية التعبير. وكان حزب «إسرائيل بيتنا» قاد في العامين الأخيرين حملة تشريعات عنصرية ضد المواطنين العرب، كما أنه ينادي بترحيل أكثر من نصفهم إلى الدولة الفلسطينية العتيدة في مقابل ضم إسرائيل المستوطنات في الضفة الغربية ما من شأنه أن يضمن غالبية يهودية ساحقة في إسرائيل. والمنظمات الحقوقية الملاحَقة الآن هي «بتسيلم»، التي ترصد انتهاك حقوق الإنسان في الضفة الغربيةالمحتلة من خلال توثيق الحالات ونشرها على الملأ، ومنظمة «يكسرون الصمت» وهي منظمة تدوّن إفادات من جنود الاحتلال بعد إنهائهم الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة تتعلق بانتهاك الجيش التعليمات المتبعة والقانون الدولي كما فعلت بعد قمع الانتفاضة الثانية والحرب على قطاع غزة، و»منظمة «يش دين» التي تجمع معلومات حول انتهاكات منهجية لحقوق الانسان الفلسطيني وتمارس ضغوطاً قانونية ضد جيش الاحتلال من أجل وقفها، ومنظمة «حاجز- واتش» التي تضم ناشطات يقمن برصد متواصل لممارسات جنود الاحتلال في الحواجز المنصوبة في أنحاء الضفة الغربية ويقومون نشاطات شعبية تدعو إلى إنهاء الاحتلال. يشار إلى أن مصادر تمويل هذه المنظمات معروفة للجميع من خلال تصفح الانترنت، لكن حزب «إسرائيل بيتنا» يتعمد نشر مصادر التمويل للإساءة إلى المنظمات في أوساط الرأي العام الإسرائيلي اليميني، والترويج بأن ما تقوم به هذه المنظمات يسيء الى سمعة إسرائيل في العالم ويعرض الجنود الإسرائيليين إلى محاكمات دولية. في غضون ذلك شهدت جلسة الكنيست أمس نقاشاً صاخباً بين رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين والنائب العربية حنين زعبي التي انتقدت مطالبة معلمين في مدرسة ثانوية في مدينة يافا يدرس فيها طلبة يهود وعرب الطلبة العرب بعدم التحادث في ما بينهم بلغتهم داخل جدران المدرسة، وطالبت حنين الكنيست بمناقشة الأمر. وإذ اتهمت زعبي وزارة التعليم بالتمييز منذ قيام إسرائيل بين اليهود والعرب وطالبت وزير التعليم جدعون ساعر بالتدخل رد عليها ريبلين بتوبيخها بأنها تستغل منصة الكنيست للتحريض على إسرائيل، وقال بصوت صارخ: «أنت تقومين بحملة دعائية ضد إسرائيل. هناك حدود للصبر والتسامح. أنت ضد التعايش المشترك بين الشعبين». وشارك في الصراخ ضد زعبي نواب من مختلف الأحزاب الصهيونية. وقال وزير التعليم إن لغة التدريس في المدارس اليهودية هي العبرية، وانه سيدرس الادعاء بأن المعلمين طالبوا الطلبة العرب بعدم التحادث بينهم باللغة العربية بينما يسمحون للطلبة من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي التحدث بلغتهم الأم. الى ذلك، اصدر نائب المستشار القضائي للحكومة تعليماته للشرطة بالتحقيق مع مجموعتين يهوديتين في «الفيسبوك» تنشران مواد تحرض على العنصرية ضد العرب.