بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي المعين لشركة مطارات القابضة    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    "البحر الأحمر السينمائي الدولي" يكشف عن أفلام "روائع عربية" للعام 2024    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    الطائرة الإغاثية السعودية ال 20 تصل إلى لبنان    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مشاريع تنموية تنفذها بلدية شري لتعزيز العمل البلدي لعام 2024م    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على عدد من المناطق    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    صمت وحزن في معسكر هاريس.. وتبخر حلم الديمقراطيين    «الزكاة»: تنفيذ أكثر من 14 ألف زيارة تفتيش في 30 يوماً    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    اللسان العربي في خطر    بقعة صحافة من تلك الأيام    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسي: السيادة على سيناء كاملة وإن استئناف العلاقات مع إيران تحكمه مصلحة مصر
نشر في الحياة يوم 29 - 08 - 2012

قال الرئيس المصري محمد مرسي إنه لن يفرض ضرائب جديدة أو يخفض قيمة الجنيه وإن حكومته ستعتمد بدلاً من ذلك على الاستثمار والسياحة والصادرات لإصلاح الاقتصاد الذي أنهكته اضطرابات سياسية دامت عاماً ونصف العام. لكن حين سئل مرسي إن كانت الحكومة تفكر في خفض قيمة الجنيه قال: «لا على الإطلاق، هذا غير وارد على الإطلاق».
وكان مرسي يتحدث في أول مقابلة تجريها معه وكالة أنباء عالمية قبل ساعات من سفره إلى الصين التي يأمل أن يجتذب استثمارات منها وأن يعزز العلاقات الاقتصادية معها. وقال مرسي خلال المقابلة التي أجريت في قصر الرئاسة: «مصلحة الشعب المصري تقتضي أن تتوازن علاقتنا مع العالم كله».
وخفض قيمة الجنيه من شأنه أن يشجع الصادرات وأن يوقف نزيف احتياطات النقد الأجنبي التي تراجعت أكثر من النصف منذ الانتفاضة إلى 14.5 بليون دولار. لكنه سيرفع أسعار الشاي والسكر والواردات الأخرى التي يشتريها الفقراء. فالقمح الذي يعد من الواردات الرئيسية وهو السلعة الغذائية الأساسية مدعوم بشدة.
واستبعد مرسي فرض أي ضرائب جديدة في الأجل القصير على الأقل، وقال: «ليس هناك ضرائب جديدة في هذه المرحلة تفرض على الشعب المصري».
وهنا نص المقابلة:
 نعرف أنك ستزور إيران والصين وهما يدعمان سورية والوضع السوري متأزم جداً. هناك مجازر وقتل كل يوم، ما هي رسالتك التي ستوجهها إلى الصين من خلال الزيارة بالنسبة إلى سورية؟
- الشعب المصري يقف بكل قوة مع الشعب السوري في هذه المحنة ويؤيد مطالبه في الحياة الديموقراطية الدستورية المستقرة. لذلك لم يعد هناك مجال الآن إلا لأن يحصل الشعب السوري على حريته وأن يقوم على أمر نفسه وأن يدير شأنه بنفسه.
نحن لا نتدخل في شؤون الشعب السوري... هو الذي يدير شأنه بنفسه، ولكننا ضد الممارسات الدموية التي يمارسها النظام السوري الآن ولا بد من وقف نزيف الدم هذا. ولدينا مبادرة كانت في مؤتمر مكة منذ نحو عشرة أيام والآن تجري محادثات بين الدول الأطراف في هذه المبادرة لكي نبدأ خطوات جادة لوقف نزيف الدم وتمكين الشعب السوري من الحصول على حريته ومن إدارة شؤونه بنفسه. آن الأوان لكي يقف هذا النزيف ولكي ينال الشعب السوري حقه كاملاً ولكي يذهب من المشهد هذا النظام الذي يقتل شعبه.
هل تنص المبادرة على تنحي الرئيس بشار الأسد. وما هي تفاصيلها؟
- تدعو إلى تشكيل مجموعة دولية - عربية إقليمية من مصر والسعودية وإيران وتركيا لكي تتباحث في كيفية تمكين الشعب السوري من أن يدير شأنه بنفسه وأن يتوقف هذا النزيف الدامي. نرى أن هذا مسؤولية البشرية جميعاً ونرى لأنفسنا مسؤولية مباشرة لوقف هذا النزيف. وستتحاور هذه الأطراف الأربعة وستجتمع مع بعضها البعض وبسرعة جداً لتحقيق هذه الأهداف للشعب السوري.
ما هي الرسالة التي ستوجهونها إلى إيران. فإيران حتى الآن تقف وراء نظام الأسد؟
- نفس الرسالة التي أقولها، الجلوس من أجل البحث لتمكين الشعب السوري من الحصول على حريته وإدارة شأنه بنفسه. لم يعد هناك مجال لكلمة الإصلاح إنما الحديث عن التغيير.
هناك مجازر يومية، قتل وتشريد، الدول العربية دعت الرئيس بشار إلى الحوار وإلى الإصلاح، كل هذا فشل. هل تدعو الرئيس بشار إلى التنحي؟ وإذا لم يتنح وإذا لم يمض في الحوار هل حان الوقت لعمل عسكري دولي وعربي مثلما حدث في ليبيا؟
- نحن ضد العمل العسكري على أرض سورية بكل أشكاله، نحن نريد أن نتدخل بطرق سلمية ناجعة ومؤثرة لكي يتمكن الشعب السوري من تحقيق أهدافه من هذه الثورة ومن هذه الحركة من أجل حريته. هذا الذي نسعى إليه لكننا لا نوافق على العمل العسكري ضد سورية لأنه سيعود سلباً على الشعب السوري.
لكن الرئيس بشار يقول إنه لن يتنحى والثوار يقولون إن ثورتهم مستمرة. ما هي الطرق السلمية التي يمكن أن تؤدي إلى تنحيه؟
- عندما أتحدث عن الطرق السلمية أتحدث عن العمل الخارجي لأن الشعب السوري يقاوم الآن مقاومة سياسية وعسكرية وهذا شأنه.
نحن ندعم حركة المقاومة ضد النظام القائم وبكل السبل الممكنة. لكننا لا نتدخل في الشأن الداخلي للشعب السوري، ولذلك الذي يقرر ماذا يجب عمله للتخلص من هذا النظام هو الشعب السوري.
السوريون قالوا كلمتهم واضحة للعالم كله: إن على هذا النظام أن يرحل. وبالتالي ليس أمامنا مجال عندما نتحاور كدول داعمة لحركة الشعب السوري ولثورته ولحقه في الحرية والاستقرار ولوقف نزيف الدم، عندما نتحدث في ذلك ليس لدينا مجال أن نتحدث عن طرفين أو عن حوار بين الطرفين أو إصلاح إنما نتحدث لدعم إرادة الشعب السوري بضرورة التغيير وبضرورة رحيل هذا النظام.
هل ستطلبون من حلفاء الرئيس السوري مثل إيران والصين وروسيا أن يضغطوا عليه من أجل أن يتنحى؟
نحن نطلب من العالم الحر ومن هذه الدول أن تدعم حركة الشعب السوري وأن تساهم مساهمة فعالة في أن يحقق أهدافه وأن يذهب هذا النظام بعيداً عن الشعب السوري.
الساحة السورية أصبحت حالة صراع إقليمي ودولي. فهناك سورية وحلفاؤها ضد أميركا وحلفائها، كأنها صارت حرباً بالوكالة. روسيا مصرة على دعم بشار الأسد والصين كذلك عبر حق النقض في الأمم المتحدة. هل ثمة أمل أو إشارة أو بوادر من هذه الدول الحليفة لسورية أنها ستضغط على الرئيس السوري؟
- من أجل كل هذه التعقيدات اقترحنا المبادرة المصرية في مؤتمر مكة لكي تجلس الأطراف المعنية بالأمر سواء عربية أو إقليمية للبحث في الموضوع لتحقيق هدف الثورة السورية وتحقيق ما يرغب فيه الشعب السوري.
العلاقات مع إيران
بالنسبة لزيارتك إيران... أنت تزورها بينما طبول الحرب ضدها تدق. الغرب يقول إن إيران تشكل تهديداً بما تملكه من برنامج نووي. والدول العربية الخليجية السنية تقول الشيء نفسه أيضاً وإن إيران تشكل تهديدا للأمن والسلام في المنطقة.
كيف ترى إيران؟ هل تعتبر أن إيران تشكل تهديداً للمنطقة؟
- زيارتي لإيران في إطار مؤتمر دول عدم الانحياز في المقام الأول. هذا هو الهدف الأساس. والعلاقات المصرية الدولية في مصر الجديدة الآن بعدما عبر المصريون عن إرادتهم الحرة باختيار رئيس يعبر عنهم السياسة المصرية الخارجية ستقوم على التوازن الإقليمي والدولي والانفتاح على الجميع وتحقيق الرسالة العالمية لمصر وللمصريين، رسالة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
هل تعتقد أن إيران تمثل تهديداً للمنطقة؟ وإذا حدث ضرب لإيران ما هي تداعيات هذا الضرب على المنطقة في رأيكم؟
- في مصر نحن نرى أننا قادرون على حفظ أمننا سواء الداخلي أو الخارجي. آن الأوان لكي يدرك الجميع أن الحرب لا تحقق استقراراً وإنما السلام المبني على العدل، السلام الشامل للجميع من دون عدوان من أحد على أحد. نحن لن نكون طرفاً في عدوان على أحد ولا نقبل من أحد على الإطلاق أن يهدد أمننا أو أمن المنطقة لسبب أو لآخر. هذا الكلام للجميع وعن الجميع بما في ذلك كل دول هذه المنطقة.
أنت أول رئيس لمصر يزور إيران منذ القطيعة الديبلوماسية عام 1979. هل ستبحث هناك إعادة العلاقات؟
- نحن الآن، كما قلت وأؤكد، العلاقات الخارجية المصرية تقوم على أساس التوازن وعدم التدخل في شؤون الغير وأيضاً لا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا. وبالتالي قرارنا دائماً ما يحقق المصلحة لنا ولمن يتعاون معنا. والشعب المصري بعد ثورة عظيمة يريد انفتاحاً دولياً على كل القوى العالمية. ونريد توازناً في علاقتنا مع الآخر أياً كان هذا الآخر.
هل ستعيدون العلاقات أم لا؟
- العلاقات الدولية بين كل الدول مفتوحة والأصل في العلاقات الدولية هو التوازن. ونحن لسنا ضد أحد لكننا نحرص على تحقيق مصلحتنا في كل الاتجاهات ولسنا أبداً طرفاً في نزاع وإنما نريد أن نكون دائماً طرفاً في عملية متكاملة واستقرار للمنطقة وللعالم.
ننتقل إلى إسرائيل... هي دولة تقيم معكم علاقات ما هي علاقات الدولة الجديدة في مصر بإسرائيل؟ هل تعتزمون زيارة إسرائيل في وقت ما أو استقبال مسؤولين إسرائيليين في مصر؟
- أنتم تعلمون أن الشعب المصري يحمل رسالة سلام إلى هذا العالم. كل ما يعزز هذا السلام في المنطقة نحن معه. ونحن نتحدث عن السلام الشامل والعادل لكل شعوب العالم. وبالتالي الحديث عن السلام في جو من الظلم أو عدوان أحد على أحد يصبح حديثاً منقوصاً.
نتحدث عن السلام بمفهومه العادل المستقر لكل شعوب ودول العالم وليس فقط دول وشعوب هذه المنطقة، ولذلك كما قلت علاقتنا الدولية تقوم على هذا التوازن.
هل ستستقبلون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مصر؟
- مصر والشعب المصري يقرر علاقاته الخارجية بإرادة حرة. وما يحقق مصلحة مصر والمنطقة هو ما دائماً تصدر به القرارات وتكون على أساسه الحركة.
ما وضع التنسيق بالنسبة لسيناء مع إسرائيل؟ هل هناك تنسيق بعد استهداف قوات حرس الحدود المصرية على الحدود مع قطاع غزة؟
- سيناء أرض مصرية بكل معنى الكلمة. والإرادة المصرية هي الفاعلة في سيناء. نحن كما قلت لا نتدخل في شؤون أحد ولا نسمح لأحد بأن يتدخل في شؤوننا. نحن نمارس بإرادة حرة دورنا ونمارس سيادة الدولة المصرية على كامل التراب والأرض المصرية، لا نهدد بذلك أحداً لكننا نحمي أمننا الداخلي وأمننا الخارجي، بإرادتنا الحرة، بإمكاناتنا التي تقوم عليها هذه المنظومة المتوازنة.
مصر شعبها وجيشها في اتجاه واحد من أجل الاستقرار. وكما قلت، سيناء أرض مصرية. نحن نؤدي دوراً واجباً علينا كقيادة لهذا الشعب في هذه المرحلة من أجل بسط نفوذ الدولة المصرية على كامل تراب أرض مصر ضد كل من يهدد أمننا الداخلي أو الخارجي.
مصر وإسرائيل
هل هناك أي اتصالات أو تنسيق أمني بين مصر وإسرائيل خصوصاً أن الوضع في سيناء يخضع لشروط معاهدة السلام بين البلدين؟ هل هناك أي اتصالات أو تنسيق على هذا المستوى؟
- الجميع يعرف أن العلاقات الدولية لا تقوم على القطيعة. العلاقات الدولية تبنى على الاتصالات والتواصل بين الدول. الدول في علاقاتها مع بعضها البعض تتواصل وتتحاور وتناقش لكن بدرجات مختلفة وبدرجات ووسائل متعددة.
ما أؤكد عليه أن الأرض المصرية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً تحت سيطرة الدولة المصرية. ما نقوم به في سيناء أو في أي مكان آخر على أرض مصر ليس موجهاً إلى أحد أو ضد أحد إنما لبسط نفوذ الدولة المصرية وتحقيق الأمن الداخلي والخارجي لمصر.
هل وجود قوات للجيش المصري في المنطقة (ج) بسيناء المحددة في الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام لوجود قوات الشرطة يعني تغييراً في نصوص المعاهدة؟
- كثافة التواجد الأمني في سيناء، ليس فقط للقوات المسلحة وإنما أيضاً لقوات الشرطة والداخلية وقوى الأمن هي اللازمة لحفظ حياة سكان سيناء ولحفظ الأمن المصري وليس هناك ما يقلق على الإطلاق.
ألم يطرأ أي تعديل على الاتفاقات؟
- نحن الآن نتصرف باحترام كامل لكل الاتفاقات الدولية وليس هناك مجال على الإطلاق للقلق من هنا أو هناك لأن مصر تمارس دورها الطبيعي جداً على أرضها ولا تهدد أحداً. ولا ينبغي أبداً أن يكون هناك أي نوع من أنواع القلق الدولي أو الإقليمي من وجود قوات للأمن المصري سواء من الشرطة أو مدعومة من قوات الجيش للتصدي لأي عمل إجرامي في سيناء أو في غير سيناء.
ما مدى الخطر من وجود الجماعات التي توصف بالتكفيرية في سيناء وهل تمت السيطرة عليها؟
- هذه العملية مستمرة إلى أن يستقر أمن سيناء تماماً وتمنع كل هذه البؤر الإجرامية من أن تتكرر في المستقبل أو تلك الحوادث أن تعود.
علاقات متوانة مع الصين وغيرها
أنت بعد ساعات في الصين وبعد ذلك في الولايات المتحدة، أي تزور القوتين الاقتصاديتين الكبريين في العالم. كيف تستطيع أن تقنع المستثمرين فعلاً بأن مصر تمضي على طريق الإصلاح الاقتصادي؟
- أنا أبحث عن مصلحة الشعب المصري شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وحيثما وجدت هذه المصلحة سأكون. مصلحة الشعب المصري تقتضي أن تتوازن علاقتنا مع العالم كله. نحن كما قلت وأؤكد جئنا برسالة سلام إلى العالم.
توزيع متوازن وعادل للدخل
في ما يتعلق بالاقتصاد والإصلاح الاقتصادي كيف تقنع المستثمرين في الصين والولايات المتحدة بالاستثمار في مصر؟
- هم الآن مقتنعون لأنهم يقرأون الواقع المصري والاستقرار المصري في هذه المرحلة وأن مصر لديها الإمكانات والموارد في المستقبل لكي تتعامل مع العالم كله سياسياً واقتصادياً. ولذلك القناعات تزداد لدى المستثمرين في العالم. والحركة الآن غير سابقتها وهناك حركة على الأرض من بعض المستثمرين تتزايد.
بالنسبة لصندوق النقد الدولي ما هي الإصلاحات الواقعية التي تنوي اتخاذها؟ هل ستخفض الدعم على الطاقة؟ هل ستزيد الضرائب؟ هذه الإجراءات تقشفية، كيف ستسوقها للشعب المصري؟
- يجب أن نميز بين شيئين، بين الخطة الاقتصادية والاستثمارات الداخلية وبين المستثمرين الذين يأتون من خارج مصر أو الدعم الذي يمكن أن يقدم للاقتصاد المصري. صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والحركة الدولية في هذا الإطار كمؤسسة كبيرة، تكونت لديها قناعة بأن الشعب المصري في حركته والدولة المصرية في سياستها لديها إمكانية النمو، فصندوق النقد الدولي يريد أن يساعد مصر في هذا النمو.
من أجل ذلك هذه القناعة تتحول الآن إلى قرض ميسر فيه فترة سماح 39 شهراً وخدمة دين 1.1 في المئة. هذه لخدمة للدين فقط هذه قناعة تكونت لدى صندوق النقد الدولي.
لكن هناك إجراءات لخفض الدعم على بعض السلع يتعين على الدولة أن تقوم بها؟
- هذه إجراءات خاصة بالدولة المصرية.
في ما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي هل هناك رفع جزئي للدعم عن الطاقة؟
- الخطة تفصيلية في المجالات كافة. ليس فقط في مجال الطاقة وإنما في مجالات أخرى كثيرة، في الصناعة وفي الإنتاج وفي الزراعة وفي التصدير وفي الطاقة وفي الاتصالات وفي الطرق.
هناك مخاوف بين المستثمرين من العجز في الموازنة. كيف تعالج هذه المشكلة؟
- العجز في مصر ليس جديداً إنما هو عجز متراكم ومركب منذ سنوات طويلة وينتقل من سنة مالية إلى أخرى. نحن نحاول أن نقلل من هذا العجز. من الصعب أن نلغي العجز كله أو أن نستطيع أن نسد هذه الفجوة في سنة واحدة.
كيف ستنقذ مصر من أزمتها الاقتصادية؟ مصر تمر الآن بأزمة حقيقية كبيرة من أكبر الأزمات. كيف تستطيع أن تقنع المواطن المصري بإجراءات بعضها تقشفية؟
- المواطن المصري الآن مستعد لكي يضحي من أجل وطنه. ونحن نتحرك بالمواطن المصري، بإمكاناته، بالموارد المصرية المتاحة، بالعمالة المصرية القادرة على الإنتاج، بالتعاون مع الجيران، مع السودان ومع ليبيا ومع دول أخرى وبالتعاون مع الدول العربية (الأخرى) وأيضاً المجتمع الدولي سنتحرك في كل هذه المجالات من أجل تحسين حال الاقتصاد المصري.
هناك كلام عن ضريبة جديدة؟
- ليس هناك ضرائب جديدة في هذه المرحلة تفرض على الشعب المصري. لا ضرائب جديدة تفرض على الشعب المصري. ولكن المنظومة الضريبية تحتاج إلى مراجعة لكي يصل الدعم الحكومي إلى مستحقيه لا إلى كل من يستحق أو لا يستحق. هذه مراجعات وليست ضرائب جديدة.
هل يمكن أن تلغى الضريبة التي يدور كلام حولها الآن باسم ضريبة القيمة المضافة؟
- مسألة أن نلغي أو نقرر هذه مسألة خاضعة للدراسة وتحقيق المصلحة. أنا أتحدث الآن عن قناعات مختلفة في الشعب المصري. وهناك خطة متدرجة لكي يتحمل دافع الضريبة المسؤولية الحقيقية ويدفع من عليه ضريبة حقيقية، الضريبة المستحقة عليه ومن ليس عليه ضريبة لا يدفع هذه الضريبة.
أنا لا أتحدث عن تشريع مفاجئ للناس بدفع ضرائب جديدة من دون دراسة وإنما نريد تخفيف العبء عن الفئة الأكثر فقراً. نريد دعم الفقراء والمحتاجين. نريد العدالة الاجتماعية. وهذا هو مفهوم العدالة الاجتماعية في المقام الأول: تحقيق توزيع متوازن وعادل للدخل المصري على كل المصريين بدرجة تحقق العدالة الاجتماعية.
بالنسبة إلى العملة، منذ نحو 18 شهراً البنك المركزي ينفق من احتياطات النقد الأجنبي بكثافة؟
- الآن الأمر أكثر استقراراً من ذي قبل. الاحتياط الأجنبي الموجود في البنك المركزي الآن فوق حد الخوف وفوق الخط الأحمر. والاقتصاد في سعيه في هذه الأيام، وأنت تلاحظ مؤشرات البورصة مختلفة عن ذي قبل.
لكن هذا حدث بعد قروض من الخليج، أقصد السعودية وقطر وربما غيرهما؟
- أنت يمكن تقصد الودائع وليس القروض، الودائع وبعض القروض البسيطة. لكن الحركة الأساسية والمحور الأساسي هو الاستثمار، وتشجيع المستثمرين والسياحة والتجارة الخارجية والتصدير، هذا الذي نسعى فيه أكثر من القروض.
البادي أنه ليس هناك تفكير في خفض قيمة الجنيه؟
- لا على الإطلاق. هذا غير وارد على الإطلاق.
السياحة ستكون افضل
بالنسبة لقطاع السياحة هناك مخاوف من جانب المستثمرين خصوصاً الأجانب من تغيير أوضاع السياحة في البلاد؟
- إذا سألتم المستثمرين الأجانب في مجال السياحة والشركات ستسمعون إجابة غير هذه. الآن الحركة السياحية تجاه مصر تتزايد. أنتم تعلمون ذلك. ومعدلات الحجز في البحر الأحمر وجنوب سيناء، في شرم الشيخ وغيرها خلال فترة العيد الماضي كانت بنسبة مئة في المئة.
هناك حركة سياحية تجاه مصر ولم تلغ حجوزات كما أشيع في بعض الأماكن أو في بعض الدول إنما هناك تزايد في الحجز السياحي في مصر.
ألن تكون هناك قيود على شرب الخمر والفصل بين النساء والرجال في المنتجعات؟ أم أن الأمر مجرد إشاعات؟
- هناك منافسة دولية شديدة في مجال السياحة. وهذه المنافسة بين الدول التي فيها معالم سياحية تستخدم أساليب كثيرة ومتعددة ومنها أساليب الإعلام الذي يؤثر سلباً في سريان السياحة إلى مصر.
المعالم الأثرية المصرية والآثار المصرية، مصر القديمة ومصر الحديثة ومعالم مصر كلها والحركة السياحية وتشجيع السياحة الآن في منعطف تاريخي وفي توجه بقفزة سيرى أثرها في القريب فلا مجال لأي خوف.
هذا يعني أن السياحة في مصر ستبقى على ما كانت عليه؟
- ستكون أفضل مما كانت عليه السياحة في مصر.
بعد إبدال المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة وعودة غيره من العسكريين إلى الثكنات هل نقول إن مصر صارت دولة محكومة مدنياً من دون تأثير للجيش في السياسة؟
- القوات المسلحة لها تقدير كبير لدى الشعب المصري ولدى القيادة السياسية المصرية. وتغيير القيادات لا يعني أبداً التأثير في هذه القيمة لدى المصريين. بالعكس الشعب المصري يزداد تقديره للقوات المسلحة يوماً بعد يوم. وأنا حريص جداً على القوات المسلحة. والرئيس المصري بحكم الدستور المصري والإعلان الدستوري الآن هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. فالرئيس المصري يرأس المصريين شعباً ويرأس مؤسسات مصر ومنها القوات المسلحة. فالقوات المسلحة جزء من النسيج الوطني، فلا مجال على الإطلاق في الحديث عن أي نوع من أنواع التقدير أو قلة التقدير للقوات المسلحة. تغيير القيادات من أجل تحقيق المصلحة.
هل هذا يعني أن السلطة كاملة انتقلت للرئيس المدني؟
- مصر الآن دولة مدنية بالمفهوم الذي أوضحناه قبل ذلك، الدولة الوطنية الديموقراطية الدستورية الحديثة.
العلاقات مع الولايات المتحدة
في ضوء زيارتك المقبلة للولايات المتحدة هل هناك تخوف من إمكانية تغيير في العلاقات المصرية الأميركية إذا جاءت إدارة جمهورية بعد الانتخابات المقبلة غير إدارة الرئيس باراك أوباما؟
- نحن نتعامل مع الولايات المتحدة كمؤسسة مستقرة. مصر والولايات المتحدة في حيز التعامل الآن تعامل مؤسسات لا يعتمد فقط على الأشخاص وإنما يعتمد على سياسات وتوجهات المؤسسة. وبالتالي يعني في هذه الحركة نحن نراهن على توجه المؤسسة أكثر من أن نراهن على حركة أو سياسات الأشخاص.
البعض يقول إن الفرق في التفكير بين الديموقراطيين والجمهوريين يمكن أن يؤثر؟
- أنا أرى الآن تقديراً كبيراً للشعب المصري وللثورة المصرية لدى كل دول العالم. لا مجال للخوف في مجال العمل السياسي والديبلوماسي لأن الخارج العربي والإقليمي والدولي أراه الآن داعماً للدولة الجديدة بعد الثورة ولقيادتها الجديدة المنتخبة.
كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أدار شؤون البلاد بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، قال إنه لن يسمح بقيام مصر تحكمها الشريعة الإسلامية. وقال الداعية صفوت حجازي في حضوركم قبل الانتخابات الرئاسية إنكم ستعملون على تطبيق الشريعة الإسلامية بعد فوزكم؟
- الدستور المصري سيعبر عن الشعب المصري. وما يقرره في الدستور هو الذي سيطبقه رئيس مصر وتطبقه الإدارة المصرية.
ما شكل اللجنة التي ستكتب؟
- فيه لجنة تأسيسية شغالة. الجمعية التأسيسية حرة تماماً.
ما شعورك وأنت موجود في قصر الرئاسة الذي كان يجلس فيه مبارك؟
- انت أخبارك أيه؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.