مهد عمر غول رئيس هيئة المؤسسين لحزب «تجمع أمل الجزائر»، المنشق حديثاً عن حركة مجتمع السلم، التي تعتبر امتداداً ل «الإخوان المسلمين»، لدخوله الحكومة الجديدة بإعلانه تكراراً أنه في «خدمة بلده»، ولمح في الندوة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي، أن حزبه سيكون دعامة لبرنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورفض حصر حزبه داخل التيار الإسلامي او الارتباط بسياساته. وحرص الوزير الأسبق للأشغال العمومية، القيادي السابق في «إخوان الجزائر»، خلال الندوة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للتجمع، على التذكير بانطباعات كثيرة رافقت مشروعه الحزبي، إن كانت أجنحة في السلطة دفعته لتأسيسه، قائلاً «هناك تساؤلات كثيرة حول من نحن؟ وماذا نريد؟ ومن ورائنا ومن على يميننا؟ ومن على يسارنا؟». وذكر أن حزبه يستمد قوته وشرعيته من الشعب ومختلف التيارات السياسية وحتى مؤسسات الدولة. وخاطب غول قيادات حركة «مجتمع السلم»، التي تحرص بدورها على وصف غول ب «مندس النظام في الحركة»، قائلاً: «نحن نؤمن بالديموقراطية كفكرة وثقافة وقناعة ثم سلوك... بعيداً من ثقافة الاحتكار والاحتقار». وأضاف «ليس لنا أعداء أو خصوم سواء في الداخل أو في الخارج، بل نتفهم الاختلاف ونعمل على أن لا يتحول الاختلاف إلى خلاف». وحرص الوزير الأسبق، على تكرار إعلان مساندة الرئيس بوتفليقة، وأعطى انطباعاً بأنه مستعد للحاق بالتحالف الرئاسي، الذي انسحبت منه حركته السابقة، ويضم حالياً حزبي «جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي»، وخص بوتفليقة بالشكر والإشادة، مشدداً على ضرورة المحافظة على مكسب «المصالحة الوطنية»، وتوريثه للأجيال وقال: «يجب على هذا المشروع أن يتواصل حتى لا يعود الدمار». وعرض غول الخطوط العريضة لحزبه، وقال إن عمادها ثمانية مبادئ لخصها في بناء إنسان صالح ومجتمع متماسك واستكمال بناء دولة الحق والقانون من خلال بناء إدارة تُسهل ولا تعطل، وتلبية مطالب الجزائريين، فضلاً عن بناء اقتصاد وطني قوي منتج للشغل وضامن للعدالة الاجتماعية وغير بيروقراطي ولا مركزية فيه، والعمل على تنمية مناطق الوطن كافة بإنصاف وعدل، وإتاحة الفرصة للجميع والترقية من دون تمييز، إلى جانب إعادة الاعتبار لسلّم القيم، أو كما قال «كل واحد في مكانه» وتعزيز مكانة الجزائر الدولية وترقية دورها الإقليمي ونصرة القضية الفلسطينية». وأكد غول أن تشكيلته السياسية لا تتوقف عند الصبغة الإسلامية، إنما ستكون ضالة جميع الفعاليات السياسية، من التيار الوطني والإسلامي والديموقراطي. وحضرت الندوة، التي تسبق إدارياً المؤتمر التأسيسي، قيادات من تيارات مختلفة، بينهم قياديون مستقيلون من حركة مجتمع السلم، هم محمد جمعة، والحاج حمو مغارية، ونواب الحركة عبد الحليم عبد الوهاب ونعيمة ماجر شقيقة اللاعب الجزائري الشهير رابح ماجر، والنائب سابقاً بن مدخن، وقيادات سابقة وحالية في الكشافة الإسلامية، ورجال أعمال من كونفيديرالية أرباب العمل. وفي حال دخول «تجمع أمل الجزائر» الانتخابات المحلية المقبلة، ستكون بدايته شبيهة ببدايات التجمع الوطني الديموقراطي عام 1997 الذي حقق الغالبية البرلمانية بعد شهرين من تأسيسه، بعدما راهنت النخب الحاكمة على دوره السياسي. ويملك حزب غول بشكل شبه رسمي «كتلة برلمانية» جاهزة من نواب منشقين من حزبه السابق، ومن «تكتل الجزائر الخضراء» الذي ترشح غول باسمه للبرلمان ويضم ثلاثة أحزاب إسلامية، حركة مجتمع السلم، النهضة وحركة الإصلاح الوطني. وأدخل التنظيم السياسي الجديد لعمر غول، تنظيمات طلابية في الجامعات ومنظمات جماهيرية مرحلة الإنقسام، بفعل اختلاف أتباعه مع مناضلي حركة مجتمع السلم. وفند تنظيم طلابي مقرب من تنظيم «الإخوان» لحاقه بحزب «تجمع أمل الجزائر» واستنكر المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام الطلابي الحر، نسب تصريحات إليه و قال أنها لأشخاص مجهولين ليس لهم العضوية بالتنظيم، في سياق «سجال» بين غول وحزبه السابق حول القيادات المستقيلة و التنظيمات التي ستلحق بهم.