يفترض أن تشهد الانتخابات المحلية التي تنظم في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مشاركة حزب «تجمع أمل الجزائر» الذي يقوده الإسلامي المنشق عن «حركة مجتمع السلم» المقرب من «الإخوان المسلمين» عمر غول. وعلم أن فريقاً يمثل الحزب سيتقدم بملف تأسيسه الأربعاء المقبل، أملاً في الحصول على رخصة عقد مؤتمر تأسيسي. ومنذ استقال غول رسمياً من «حركة مجتمع السلم»، عجل بخطوات تأسيس حزبه «تجمع أمل الجزائر». وعلم أن الملف الذي سيقدم لوزارة الداخلية الأربعاء يتضمن أسماء الأعضاء المؤسسين وفكرة عن الحزب، ترقباً لوصل رسمي يرخص للحزب بعقد مؤتمره التأسيسي. ويسعى غول، وهو وزير سابق للأشغال العمومية، إلى دخول الإنتخابات المحلية (البلدية والولائية). وفي حال خوض «تجمع أمل الجزائر» المحليات المقبلة، فستكون بدايته شبيهة ببدايات «التجمع الوطني الديموقراطي» العام 1997 لما حقق الغالبية البرلمانية بعد شهرين من تأسيسه، بعد أن راهنت النخب الحاكمة على دوره السياسي. ويملك حزب غول في شكل شبه رسمي كتلة برلمانية جاهزة من نواب منشقين من حزبه السابق ومن «تكتل الجزائر الخضراء» الذي ترشح غول باسمه للبرلمان ويضم ثلاثة أحزاب إسلامية هي «حركة مجتمع السلم» و «حركة النهضة» و «حركة الإصلاح الوطني». وشوهد الوزير السابق يجوب ولايات في وسط الجزائر وشرقها لشرح توجهات حزبه. وكان أهم ما نقل عن غول في جميع تصريحاته أن حزبه «ليس إسلامياً»، بل «يجمع الإسلامي والوطني والعلماني والديموقراطي وكل أبناء الجزائر». وأدخل التنظيم السياسي الجديد لغول تنظيمات طلابية في الجامعات ومنظمات جماهيرية مرحلة الانقسام، بفعل اختلاف اتباعه مع مناضلي «حركة مجتمع السلم». ونفى تنظيم طلابي مقرب من «الإخوان» لحاقه بحزب «تجمع أمل الجزائر». واستنكر المكتب التنفيذي ل «الاتحاد العام الطالبي الحر» نسب تصريحات إليه وقال أنها «لأشخاص مجهولين ليست لهم عضوية في التنظيم» في سياق سجال بين غول وحزبه السابق حول القيادات المستقيلة والتنظيمات التي ستلحق بهم. وقال الاتحاد، وهو تنظيم طالبي مهيكل في جميع الجامعات الجزائرية، إنه «يحيط الرأي العام وإطارات الاتحاد ومناضليه بأن كل ما ورد من أنباء على أعمدة الصحف في ما يتعلق بصلة المنظمة بمشروع حزب عمر غول هو فبركة من نسج الخيال والاحتيال». ويعتبر الإتحاد الوعاء الطالبي الأكبر ل «حركة مجتمع السلم»، وعادة ما يقدم قيادات شابة بعضها يتولى حالياً مناصب وزارية وأخرى قيادية في الدولة. وتفيد مصادر موثوقة بأن التنظيم الطالبي يعاني حال انقسام حقيقة بفعل اختلاف قيادييه ما بين «حركة مجتمع السلم» و «تجمع أمل الجزائر». ويعتقد أن تنظيمات كثيرة مرتبطة ب «الإخوان» قد تشهد موجة انشقاقات تبعاً لاستقالة أعضاء مؤسسين في الحزب الجامع «حركة مجتمع السلم». وتتجه الأنظار كذلك إلى تنظيم «الكشافة الإسلامية الجزائرية» الذي يعتبر أحد أهم التنظيمات المهيكلة، لكن رئاسته الحالية بيد نور الدين بن براهم وهو مسؤول في «التجمع الوطني الديموقراطي» الذي يقوده الوزير الأول أحمد أويحيى.