توقع «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني، أن تكثيف لقاءات المسؤولين لحل الأزمة السياسية، بعد عودة الرئيس المتوقعة في أوائل أيلول (سبتمبر) المقبل ، فيما أعلنت كتلة «التحالف الوطني» الشيعية أن لجنة الإصلاح التي شكلتها قبل أسابيع توصلت إلى صياغات نهائية لثلاث قضايا رئيسية. وقال الناطق باسم المكتب السياسي ل «الاتحاد الوطني» آزاد جندياني في تصريح إلى «الحياة» إن «عودة الرئيس تعتمد على الأطباء، لكنها باتت قريبة، وقد تكون بعد أسبوعين من الآن»، وأضاف أن «القادة السياسيين يتوقعون قرب التوصل إلى حلول للأزمة». وأوضح أن «لقاءات سيجريها طالباني مع قادة القوى استعداداً لعقد مؤتمر وطني وسينسق أولاً مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني للوقوف على وجهة نظر الإقليم». إلى ذلك، توقع القيادي في «الاتحاد الوطني» سعدي بيره عودة طالباني «في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل»، مشيراً إلى أن «الرئيس سيبدأ نشاطه باجتماعات رباعية بين الاتحاد الوطني والديموقراطي الكردستانيين والبيت الشيعي والأخوة السنة، لفتح صفحة جديدة وإعادة النظر في العلاقات المتشنجة والشروع بحل الأزمات». وعلى الصعيد الداخلي في الإقليم، أقر القياديان الكرديان بوجود إشكالات في تطبيق الاتفاق بين الحزبين الرئيسيين. وقال جندياني في معرض تعليقه على الاجتماعات الأخيرة التي عقدها الحزبان إنهما «يحاولان إعادة قراءة الأوضاع السياسية في شكل عام في الإقليم والعراق والمنطقة التي تشهد متغيرات مستمرة، ربما ستتمخض عنها خريطة جديدة، وهما يحتاجان إلى تعزيز الاتفاق كي ينسجم مع المستجدات»، وعن تأخر منح «الاتحاد الوطني» مناصب في بعض الإدارات في الإقليم قال: «هذه كانت إحدى النقاط التي بحثناها، واعتقد بأن حكومة الإقليم ستعمل وفقاً لتوجهات القيادتين». وأفاد بيره أن «اجتماعات الحزبين تركزت على بعض الإشكالات القائمة بين الطرفين في ما يتعلق بتوحيد الإدارتين في أربيل والسليمانية، وحتى الآن فإن مؤسسات الإدارتين ما زالت قائمة، وقد شكلا لجان عمل على مستوى المحافظات لتجاوزها»، وأكد أن «لا خلاف بين الحزبين في ما يتعلق بالاتفاق، وإنما الإشكالية تكمن في تطبيق مبادئه، وإذا أردنا أن نطور الوضع والعلاقات في الإقليم علينا تطبيقه كما هو لمصلحة الجميع». إلى ذلك، قال عضو كتلة «دولة القانون» النائب علي شلاه ل «الحياة» أمس إن «ثلاث لجان فرعية منبثقة من لجنة الإصلاح التي شكلها التحالف الوطني انتهت من إعداد ورقة عمل لثلاث قضايا أساسية متعلقة بالهيئات المستقلة والنظام الداخلي لمجلس الوزراء إضافة إلى شغل الوزارات الأمنية». وأوضح أن «هذه اللجان سترفع الصياغات النهائية لعملها إلى رئيس الكتلة إبراهيم الجعفري بعد عيد الفطر لإقرارها داخل التحالف لعرضها على باقي الكتل السياسية». ولفت إلى أن «انفراجاً في الأزمة سيتم خلال أيام». ودعا شلاه باقي الكتل إلى «التعاطي بإيجابية مع دعوات التحالف الوطني للإصلاح. وشدد على أن مبادرة الإصلاح تحتاج إلى تضافر النيات». لكن كتلة «العراقية» بزعامة أياد علاوي ما زالت ترى في مبادرة الإصلاح محاولة لكسب الوقت. وقال لنائب أحمد العلواني ل «الحياة» إن «الكتل السياسية تشعر بخيبة أمل بسبب عدم مبادرة التحالف الوطني بالإصلاح الذي وعد به». وأوضح أن «التحالف لم يقدم أي مبادرة رسمية إلى الكتل السياسية وما يجري مجرد لقاءات ثنائية. وكان ينبغي أن يبدأ تنفيذ الإصلاحات داخل الحكومة».