دعا نائب رئيس حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس جلال طالباني الشعب الكردي إلى «الوحدة لأن الوقت حان لإعلان دولته المستقلة»، فيما اعتبر قياديان في الحزب أن المواقف الرسمية للأكراد ما زالت متمسكة بالبقاء ضمن عراق «فيديرالي موحد، على رغم تنامي الرغبة الشعبية بالاستقلال». ونقلت صحيفة «ئاسو» الكردية المقربة من رئيس حكومة الاقليم برهم صالح عن الرجل الثاني في حزب طالباني كوسرت رسول علي قوله في مقابلة نشرت أمس إن على الاكراد «تبني الوحدة بغية استثمار مسألة مهمة وهي إعلان دولة مستقلة وعدم انتظار أحد كي يحقق هدفهم». وبرزت أخيراً في اقليم كردستان مجموعات ومؤسسات مدنية شكلت للدعوة إلى إعلان دولة كردية، فيما تصاعدت المطالب في الأوساط الشعبية والثقافية والاجتماعية لتبني الخطوة، خصوصاً بعد اعلان دولة جنوب السودان، لكن السياسيين والمسؤولين الحكوميين كانوا اقل حماسة، وأعلنوا التزامهم البقاء ضمن عراق فيديرالي «رغم أحقية الشعب الكردي في تقرير مصيره». وقال الناطق باسم المكتب السياسي ل»الاتحاد الوطني» ازاد جندياني في تصريح إلى «الحياة»، إننا في «الاتحاد والإقليم ككل رأينا واضح، ننحاز إلى حق تقرير المصير، ولكن في المرحلة الحالية اخترنا الفيديرالية».وأضاف: «لاحظت شخصياً هذا العام خلال إحياء ذكرى إعلان الفيديرالية في 4 الشهر الجاري، أن آراء الكتّاب والاعلاميين في الإقليم تغيرت، وأصبحت الحماسة للفيديرالية حتى على مستوى الشعب، ولكن على المستوى الرسمي فإن الموقف يختلف».وأوضح جندياني ان»المتغيرات في المنطقة جعلت فئات في الشارع الكردستاني تتحمس للاستقلال، نتيجة يأسها من عدم استجابة القوى العراقية لتعزيز الفيديرالية، فضلاً عن إعلان بعض القوى المتنفذة رفضها تطبيق المادة 140».وكانت قوى سياسية عراقية أعلنت استياءها من اعلان زعيم كتلة «العراقية البيضاء» حسن العلوي خلال ندوة أقامها في اربيل أواسط الشهر الماضي أن «الوقت مناسب لإعلان الأكراد دولتهم المستقلة»، عازياً ذلك إلى «انشغال الدول الإقليمية بمشاكلها الداخلية». إلى ذلك، قال القيادي في «الاتحاد الوطني» سعدي بيره في تصريح إلى «الحياة» إن «برلمان إقليم كردستان اتخذ قراراً بالبقاء ضمن عراق فيديرالي موحد، والمرجع هو البرلمان الذي لم يتخذ حتى الآن أي قرار من هذا النوع، كما لا يوجد أي تغيير في موقف الاتحاد بهذا الخصوص»، مبيناً أن «هذا الإقتراح لا يخضع إلى المزاج اليومي لفئة سياسية معينة، وهذه مسألة مهمة تحتاج إلى دراسة مستفيضة تتعلق بالموقف الداخلي والإقليمي والدولي، ولا توجد دراسة وافية يعتمد عليها».