تبدأ محكمة جنايات بني سويف الشهر المقبل أول محاكمة عادية لقادة الجماعة الإسلامية التاريخيين، فيما بدأت السلطات الأمنية تشدد من إجراءاتها بخصوص عودة الإسلاميين من الخارج في أعقاب هجوم مسلحين، تردد أن بينهم عرباً، على مكمن عسكري جنوب مدينة رفح مطلع الشهر الجاري وقتل 16 جندياً. وقال مسؤول ملف العلاقات الخارجية في «الجماعة الإسلامية» الشيخ محمد ياسين ل «الحياة» إن مصطفى حمزة ورفاعي طه وعثمان السمان ومحمد الظواهري، وهم من قادة «الجماعة الإسلامية» وجماعة «الجهاد»، سيمثلون أمام «الجنايات» لإعادة محاكمتهم في قضية «العائدون من ألبانيا» المحكوم عليهم فيها بالإعدام في 5 أيلول (سبتمبر) المقبل. وستكون تلك المرة الأولى في تاريخ الجماعات الإسلامية في مصر التي يخضع فيها قادة هذه الجماعات لمحاكمة أمام محكمة جنايات عادية بعد قرار القضاء العسكري الذي كانوا يمثلون أمامه خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، خصوصاً خلال سنوات ممارستهم العنف، بعدم اختصاصها بإعادة محاكمتهم إثر إلغاء المادة السادسة من قانون القضاء العسكري التي تعطي للرئيس حق إحالة المدنيين على محاكم عسكرية. وأُحيل قائدا «الجماعة الإسلامية» مصطفى حمزة ورفاعي طه وعضو مجلس الشورى التابع لها عثمان السمان ومحمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل أنور السادات ومحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري على محكمة جنايات القاهرة التي أمرت بتجديد حبسهم عدا الظواهري الذي أُفرج عنه صحياً وإحالتهم على محكمة جنايات بني سويف. ومصطفى حمزة هو مخطط محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في أديس أبابا في حزيران (يونيو) 1995، ومحكوم بالإعدام في قضية «العائدون من أفغانستان» أيضاً وقضيتين متعلقتين باغتيال قيادات أمنية في حقبة الثمانينات، وبالمؤبد في الاعتداء على كنيسة في محافظة بني سويف العام 1989. وسلَّمته إيران إلى مصر في العام 2004. وستُعاد محاكمة حمزة منفرداً يوم 3 أيلول (سبتمبر) في قضية التخطيط لاغتيال رئيس الحزب الوطني المنحل صفوت الشريف. وستكون المحاكمة محط أنظار المصريين في ظل اعتراف حمزة قبل أسابيع أمام محكمة عسكرية بأنه خطَّط لقتل الشريف. من جهة ثانية قال الشيخ محمد ياسين ل «الحياة» إن سلطات الأمن في مطار القاهرة أوقفت أول من أمس القيادي في «الجماعة الإسلامية» صفوت محمد عثمان لدى عودته من اليمن وأوقفت أمس القيادي في جماعة «الجهاد» عاطف أبو جبل لدى عودته من اليمن أيضاً، نافياً ما ذكره المرصد الإسلامي في لندن من أن عثمان أُدين في قضية «العائدون من ألبانيا». وأوضح أن لا أحكام ضد عثمان ولا أبو جبل الذي قضى عقوبة السجن على خلفية قضية عنف في محافظة القليوبية في الثمانينات قبل أن يغادر مصر قبل أكثر من قرنين. وأشار ياسين إلى أن السلطات الأمنية أوقفت الرجلين لاستجوابهما ووعدت بإطلاقهما. وكشف ياسين عن أن أسرة الإسلامي المصري المقيم في لندن محمد مختار عادت إلى القاهرة قبل أيام تمهيداً لعودة مختار نفسه، لافتاً إلى أن الجهادي المعروف ثروت صلاح، المحكوم بالإعدام، ينتظر إصدار قرار رئاسي بالعفو عن المدانين في قضيتي «العائدون من أفغانستان» و»العادون من ألبانيا» ليعود إلى بلده، مشيراً إلى أن صلاح غادر إيران إلى تركيا متسللاً ومنها إلى دولة ثالثة بانتظار العودة إلى مصر. وأوضح أن إجمالي عدد الإسلاميين في الخارج لا يتعدى 50 فرداً منهم نحو 5 في إيران، لكنه لم يشأ الكشف عن أسمائهم بسبب إجراءات أمنية، لافتاً إلى أن السلطات الإيرانية ألغت إجراءات وضعهم تحت الإقامة الجبرية وباتوا يتحركون بحرية بانتظار تسوية ملفاتهم للعودة إلى مصر. وأضاف: «الأحوال في أفغانستان ووزيرستان صعبة جداً، ولذا الكل يرغب في العودة إلى مصر».