اتهمت الخرطوم، جهات أميركية بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية، عبر تمويل نحو 15 منظمة سودانية من أجل ترويج أفكار وبرامج تخدم أجندتها في المنطقة. وقال مسؤول سوادني رفيع المستوى ل «الحياة» أن الخرطوم ستتبنى خطوات في مواجهة 15 منظمة سودانية تلقت نحو 700 ألف دولار من مركز نشر الديموقراطية الاميركي، موضحاً ان القوانين السارية تحظر على المنظمات السودانية تلقي معونات من جهات اجنبية الا وفق ضوابط توافق عليها السلطات. وشكك في نيات جهات اميركية بدعم منظمات سودانية تحت غطاء نشر الحريات والديموقراطية والافكار التقدمية، ونشاط منظمات نسوية وأخرى تُعنى بحقوق الانسان. وأضاف المسؤول أن السلطات تقلت تقريراً عن اسماء المنظمات السودانية التي تسلمت دعماً من المركز الاميركي قبل ان ينشر المركز في موقعه الالكتروني على «الانترنت» تفاصيل تلك المنظمات، مؤكداً ان نشاط المنظمات المعنية سيصبح محل شك وارتياب ولن تسطيع تحقيق المرامي الاميركية ل «خلخلة الجبهة الداخلية». الى ذلك وضعت ولاية النيل الأزرق المتاخمة لجنوب السودان أجهزتها الأمنية والعسكرية في حال استعداد وتأهب قصوى تزامناً مع مرور عام على اندلاع التمرد بقيادة حاكم الولاية المقال مالك عقار. وقال وزير الإعلام في حكومة الولاية عبد الرحمن أبكر ثابت للصحافة إن الذكرى تحل والولاية تشهد استقراراً أمنياً بعدما تم «دحر التمرد من قبل القوات المسلحة السودانية». وأكد أن ولايته وضعت الأجهزة الأمنية في حالة استعداد تحسباً لأي طارئ موضحاً أن «الحركة الشعبية - الشمال» لا يؤمن جانبها لذا تمت توعية المواطنين بالابلاغ الفوري عن أي تصرف مريب، مشيراً الى أن الاستعدادات الأمنية المقصود بها إشاعة الأمن وطمأنة المواطنين. وكشف عن تأثير ايجابي أحدثته حال الطوارئ المفروضة في الولاية منذ عام ساعدت على توسيع الرقعة الأمنية، لافتاً إلى أن الأحزاب السياسية بالولاية لم تبد اعتراضها على حال الطوارئ لعدم تأثيرها على النشاط السياسي. من جهة ثانية قدَّم مدير هيئة الطيران المدني محمد عبدالعزيز، استقالته الى الرئيس عمر البشير أمس معللاً الاستقالة بفقدان البلاد قيادات في تحطم طائرة في مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان الأحد الماضي، ما أودى بحياة 31 بينهم وزراء وقيادات عسكرية وسياسية. وعزا مدير الطيران المدني استقالته إلى فقدان السودان نخبة من القيادات ما يمثل فجيعة وطنية ومصاباً جلل يقتضي تنحي المسؤول الأول عن سلطة الطيران المدني أياً تكن مسببات الحادث مع التأكيد على تحملي لنتائج التحقيق وتبعاته». كما أرجع عبدالعزيز الاستقالة إلى إفساح المجال لمراجعة البرنامج الصلاحي الذي يخضع له الطيران المدني منذ ثلاث سنوات في جوانبه المختلفة، قبل أن يتقدَّم بالتعازي لأسر قتلى الطائرة. ويعاني قطاع الطيران في السودان من جملة مشكلات قادت إلى حظر من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وكان كتاب صحافيون هاجموا أخيراً سلطة الطيران المدني والبرنامج الإصلاحي الذي تنفذه.