أصيب رئيس هيئة الإفتاء أمير السلفية الجهادية في العراق الشيخ مهدي الصميدعي بجروح بليغة امس، بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه، فيما دعت وزارة الداخلية قوات الأمن الى اليقظة والحذر في ايام عيد الفطر. وأفاد مصدر قريب من الشيخ الصميدعي في اتصال مع «الحياة» امس بأن «سيارة انفجرت في موقعه في منطقة اليرموك (غرب بغداد) لدى خروجه من جامع عمر المختار بعد صلاة العيد». وأضاف ان «الصميدعي أصيب بجروح بليغة، فيما قتل سائقه وأصيب آخرون من حرسه». وأوضح ان «الصميدعي نقل الى مستشفى اليرموك القريب من الحادث في اول الامر قبل نقله الى مدينة الطب في منطقة الباب المعظم». واستنكر رئيس الوزراء نوري المالكي استهداف الصميدعي واعتبرها «محاولة لنشر الفتنة وإسكات الأصوات الوطنية المعتدلة»، وأكد أن «ملاحقة المجرمين لن تتوقف حتى يتم استئصالهم وتخليص البلاد منهم». وقال المالكي في بيان امس إن «استهداف الصميدعي ومرافقيه في مثل هذا اليوم المبارك من الإرهابيين والتكفيريين والداعمين لهم، إنما يأتي حلقة أخرى في مخطط»، وأكد «انهم يستهدفون الأبرياء ضمن أهداف مختارة لنشر الفتنة وإسكات أي صوت وطني معتدل». وتابع: «اننا إذ نستنكر هذه الجريمة النكراء نؤكد ثقتنا بوعي مواطنينا لهذه المخططات وأهدافها الخبيثة. إن ملاحقتنا لهؤلاء المجرمين لن تتوقف حتى يتم استئصالهم وتخليص البلاد من أعمالهم وأفكارهم الهدامة أينما كانوا». ويعتبر الشيخ مهدي الصميدعي «أمير السلفية الجهادية» والأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى لأهل السنَّة في العراق. اعتقل مرتين لمدة ست سنوات عام 2004 بعد دهم القوات الأميركية جامع ابن تيمية، والمرة الثانية في العام نفسه، وبقي معتقلاً لمدة أربع سنوات حتى عام 2008. وبعد خروجه من السجن غادر العراق، واستمر في الدعوة الى محاربة القوات الاميركية. وبعد انسحاب هذه القوات نهاية عام 2011 عاد الى العراق، وشارك في مؤتمر للمصالحة. وندد خلال كلمته في المؤتمر بأي فرد يحمل السلاح بعد خروج القوات الاميركية. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الحادث الذي يحمل بصمات تنظيم «القاعدة». الى ذلك، دعت وزارة الداخلية قوات الأمن إلى اليقظة والحذر طوال ايام عيد الفطر. ونقل بيان للوزارة عن الوكيل الاقدم عدنان هادي الاسدي دعوته «قطعات وتشكيلات الوزارة إلى اليقظة والحذر والا يتركوا قطعاتهم في فترة عيد الفطر لتفويت الفرصة على اعداء العراق والقوى الارهابية التي تحاول تعكير فرحة ابناء شعبنا خلال فترة العيد وافشال خططهم الارهابية الرامية الى ايقاع الاذى بالعراق». وأضاف ان «الوجود في الميدان افضل وسيلة لصد الاعداء». وشدد على «ضرورة انتشار المفارز وقيام المسؤولين بزيارات ميدانية للقطعات والسيطرات».