أعلنت صحيفة تونسية معارضة أن منصف بن سالم وزير التعليم العالي والقيادي في حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم، أقام دعوى قضائية ضد أحد صحافييها بتهمتي «الثلب» و»نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو الأمن العام»، وأن المحكمة ستنظر في القضية في 25 الشهر. وقال هشام سكيك مدير تحرير صحيفة «الطريق الجديد» الأسبوعية الناطقة باسم حزب «حركة التجديد» اليساري المعارض في بيان ان الوزير أقام دعوى قضائية ضد الصحافي عادل الحاجي بسبب نشره مقالا يحمل عنوان «بعد تسوية كل الملفات الجامعية وزير التعليم العالي يحدد القبلة»، وأن الصحافي قال فيه إن منصف بن سالم «أعطى تعليمات كي توضع إشارة تدل على اتجاه القبلة في مكاتب بالوزارة». ووصف مقاضاة الصحافي بسبب مقال بأنها «محاولة للالتفاف على حرية الرأي والتعبير، باللجوء إلى الوسائل المعهودة التي طالما استعملها النظام الاستبدادي، ومحاولة لتلجيم الصحافة الحرة وإسكات صوت المعارضة والزج بالقضاء في قضايا سياسية». وتصنف «الطريق الجديد» من الصحف المعارضة الأكثر جرأة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. من جهة اخرى، أقر القضاء التونسي باستقلال جامع الزيتونة الذي يعتبر من أشهر الجوامع في العالم الاسلامي، عن الحكومة. ويحظى الجامع الذي يطلق عليه في تونس اسم «الجامع الاعظم» برمزية خاصة، إذ تأسست داخله أول جامعة علمية في العالم الاسلامي. وقال المحامي فتحي الخميري رئيس قسم الشؤون القانونية والنزاعات في مشيخة الجامع الاعظم ان «محكمة تونس الابتدائية رفضت الجمعة دعوى قضائية استعجالية أقامتها وزارة الشؤون الدينية ضد الشيخ حسين العبيدي الذي غير أقفال الجامع ومنع امام جمعة نصبته الوزارة من اعتلاء منبر الزيتونة». وأوضح ان القضاء اعتمد وثيقة رسمية مؤرخة في 12 أيار/مايو 2012 تنص على أن «جامع الزيتونة مؤسسة اسلامية علمية تربوية مستقلة غير تابعة» للدولة و»تتمتع بالشخصية القانونية» وعلى أن حسين العبيدي هو «شيخ الجامع الأعظم وفروعه» وأن التصرف في الجامع وتنظيمه يعود إلى المشيخة. وكان وزراء الشؤون الدينية والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي اصدروا بيانا، في 8 الشهر، قالوا فيه ان «مشيخة جامعة الزيتونة تابعة قانونيا لرئاسة الحكومة» وأن «إدارة جامع الزيتونة من حيث تعيين الأئمة والمؤذنين وسائر الاعوان وتنظيم المناسبات والدروس العلمية والتوعوية هي من مشمولات وزارة الشؤون الدينية وتحت إشرافها المباشر». وعينت وزارة الشؤون الدينية الدكتور محمد بوزغيبة أستاذ الفقه الإسلامي وعلومه في جامعة الزيتونة التابعة لوزارة التعليم العالي، إمام جمعة في الزيتونة. لكن مشيخة الجامع الاعظم لم تسمح له باعتلاء المنبر وطردته من الجامع في أكثر من مناسبة كان آخرها يوم الجمعة. على صعيد آخر، اتهم منظمو «مهرجان الأقصى» في تونس جماعات سلفية ب»محاولة قتل» ضيف شرف المهرجان سمير القنطار السجين اللبناني السابق في إسرائيل المعروف باسم «عميد الأسرى اللبنانيين». وأوردت «وكالة الأنباء التونسية» ان صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح (غير حكومية) التي نظمت المهرجان اتهم الجمعة «مجموعات تكفيرية... بمحاولة قتل» القنطار من أجل موقفه المعارض للدور الخليجي في سورية. وطالب المصري الحكومة وحركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، ووزارة الشوون الدينية ب «تحمل مسؤولية مواجهة الخطر الذي يمثله التكفيريون ومن يصفون انفسهم بحماة الشريعة». وكان نحو 200 سلفي هاجموا الخميس بالسيوف والهراوات والحجارة دار الثقافة في مدينة بنزرت حيث أقيم المهرجان احتجاجا على حضور القنطار، ما اضطر الشرطة إلى استعمال قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ما ادى الى اصابة ثلاثة أشخاص بينهم ضابط، فيما اعتقل اربعة سلفيين فيما لا تزال «الأبحاث جارية للقبض على بقية المتورطين».