لم تفلح كل التصريحات الرسمية «الصارمة» باسترداد زمام الأمور غداةَ حال الفوضى التي عمت مناطق لبنانية على وقع اعمال الخطف التي نفذها «الجناح العسكري» لعائلة المقداد في اليومين الماضيين واحتجاز سوريين بحجة انتمائهم الى «الجيش السوري الحر»، ثم إعلانه وقف «عملياته العسكرية»، في إعادة الامن الى نصابه في البلد، اذ تواصلت عمليات الخطف لكن وفق أجندات مختلفة لخاطفين مختلفين، وغالبيتها بهدف الحصول على فدية، او «لانتقامات شخصية». على ان قضية المخطوفين اللبنانيين في سورية بقيت تراوح مكانها، في وقت أعلنت عائلة المقداد ان لديها ك «حصيلة نهائية» وك «مرحلة اولى» أكثر من 20 محتجزاً سورياً، بعدما اطلقت 21 آخرين جرى خطفهم على مراحل وتبين «ان لا علاقة لهم بالجيش السوري الحر»، كما قال الناطق باسم العائلة ماهر المقداد. اما على مسار ملف اللبنانيين ال11 المخطوفين في اعزاز، فان الغموض لا يزال يلف مصيرهم، على رغم تأكيد خاطفهم «أبو ابراهيم» ل «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أن «سبعة من المخطوفين عولجوا من إصابات تسببت بها الغارة الجوية التي نفذها الجيش السوري النظامي على اعزاز، وهم في مكان آمن»، مشيراً إلى أن «الاربعة الباقين مفقودون، لأن المنطقة تعرضت لدمار كبير، وهناك عدد كبير من المفقودين، وفي حال تم العثور على جثة أحد اللبنانيين ستسلم للسلطات التركية لنقلها إلى أهلها»، رافضاً الكشف عن «معلومات عن أسماء القتلى أو المفقودين». وإلى بيروت، عاد بعد الظهر السفير التركي لدى لبنان اينان أوزلديز آتياً من اسطنبول، في وقت أُعلن عن خطف مواطن تركي ثان من قبل مجهولين مساء اول من أمس في منطقة الشويفات قرب معمل «كوكا كولا» ويدعى عبد الباسط اورسولان، وكان يستقل شاحنة من نوع مرسيدس، واقتيد إلى جهة مجهولة. الصليب الأحمر الدولي واستمر التحرك امس لوضع الأمور في نصابها على خطين: توجُّه عائلة المقداد الى البعثة الدولية للصليب الاحمر في لبنان ل «تفويضها» معرفة مصير ابنها حسان، واتخاذ مجلس الامن المركزي «تدابير عملانية لتنفيذ قرار مجلس الوزراء (مساء اول من امس) القاضي بعدم اقفال طريق المطار». وقالت الناطقة الإعلامية باسم البعثة الدولية للصليب الاحمر سمر القاضي ل «الحياة»، إن احد اشقاء حسان المقداد التقى رئيس البعثة يورغ مونتاني ونائبه دانيال بروتون وطلب «توسط اللجنة لمساعدتهم في العثور على ابنهم». وأكدت القاضي ان البعثة شرحت للعائلة أن الصليب الأحمر «لا يتوسط ولا يدخل طرفاً في أي مفاوضات لإطلاق مخطوفين او مفقودين او معتقلين، خصوصاً في مكان يشهد نزاعاً داخلياً، وكل ما نستطيع فعله هو التواصل والتطمين، واذا اتُّخذ قرار بإطلاق المخطوف فإننا نكون وسيطاً محايداً لتأمين نقله وتسليمه الى اهله»، مستغربة الكلام عن «إعطاء فرصة للبعثة». وكان ماهر المقداد اعلن في بيان باسم العائلة «انتهاء المرحلة الاولى من نشاطها الميداني لإعطاء فرصة للجنة الدولية للصليب الاحمر للقيام بعملها الانساني، وبناء عليه ستعلن الخطوات اللاحقة»، واكد رفض العائلة «التعرض للأملاك العامة والخاصة وقطع الطرق، وخصوصاً طريق المطار والطرق الرئيسة»، وأكد باسم العائلة «رفع الغطاء عن اي فرد يمارس اي عمل يضر بالسلم الأهلي، ولسنا مسؤولين عن اي عمل يقوم به وهو غير صادر عن لجنة العائلة». وتوجّه للجيش الحر، مؤكداً ان «حسان ليس صيداً ثميناً والجميع يعرف انه بريء ونعتبر إطلاقه دليل تعقل وليس تنازلاً». وتوعد في الوقت نفسه بأن يكون لدينا «مفاجآت تباعاً». ووزع على الاعلاميين شريطاً مصوراً قال انه لمحتجزين «متورطين ومعروفين على مستوى القيادة». وعقدت اللجنة الوزارية المكلفة من هيئة الحوار الوطني، اولَ جلسة لها برئاسة وزير العمل سليم جريصاتي لمتابعة قضية المخطوفين، واكد الأخير ان الدولة «مهتمة برعاياها أينما وجدوا، والجهود مبذولة، لا سيما من قبل وزارتي الداخلية والخارجية». كونيللي - ريفي وكانت السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي زارت المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي. وذكرت شعبة العلاقات العامة في المديرية ان الزيارة تهدف «الى تفعيل سبل التعاون والتنسيق، وجرى خلالها عرض للأوضاع الأمنية في البلاد».