احتدم النقاش الاسرائيلي حول الضربة العسكرية ضد ايران، مع اعلان الرئيس شمعون بيريز ان اسرائيل غير قادرة على توجيه ضربة ضد ايران من دون تنسيق أميركي. واتهم بيريز رئيس الحكومة ، بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع، ايهود باراك، بعدم المسؤولية محذرا من ان هجوما كهذا سيوقع اسرائيل في كارثة خطيرة. وكان بيريز قد اطلق تصريحه هذا في مقابلات خصصها للقنوات التلفزيونية الاسرائيلية ، وهذه المرة الاولى التي يعلن فيها مسؤول اسرائيلي عدم قدرة بلاده على توجيه الضربة لوحدها . وبراي بيريز "ليس بمقدور إسرائيل وحدها القيام بالعملية ضد إيران، وأن ضربة من هذا النوع من شأنها أن تعرض إسرائيل لخطر كبير، وأن تؤدي إلى ضياع التأييد الأمريكي لإسرائيل". وتابع بيريز يحذر من خطر ضربة اسرائيلية بالقول ان خطوة كهذه ستزيد من عزلة اسرائيل الدولية وستبقيها لوحدها ومن دون اصدقاء وتساءل: "لماذا علينا ألتصرف بشكل منفرد في الوقت الذي نملك فيه شريكا؟ لا أفهم ذلك. لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن هذا لا يعني أنها ملزمة بمحاربة الجميع". وقد خرج نتانياهو ومؤيدوه بحملة ، غير مسبوقة، ضد بيريز مذكرين الرئيس بما اعتبروها قرارات خاطئة . وبرايهم فان بيريز ارتكب ثلاثة اخطاء "قاتلة" بحق امن اسرائيلي، على حد وصفهم ، وهي معارضته ضرب المفاعل الذري في العراق واتفاقية اوسلو اعتقادا منه انها ستؤدي إلى شرق أوسط جديد، وقراره الثالث برايهم الانفصال عن غزة وهو ما اوقع جلب عدم الامن لاسرائيل واوقع اكثر من الف ضحية اسرائيلية، على حد قولهم. وفي انتقاداتهم بيريز قال رئيس الائتلاف الحكومي ،النائب الليكودي زئيف إلكين ،ان بيريز عاد الى صورته القديمة من أيام أوسلو ليراهن على أمن الإسرائيليين ويطمئنهم بشكل عبثي بأن الأمور ستسير على ما يرام. اما رئيسة حزب العمل المعارض النائبة شيلي يحيموفيتش فقد اعتبرت حملة نتانياهو ومقربيه على بيريز هي أمر خطير ينطوي على الفظاظة، معتبرة أن الرئيس بيريز أدلى بموقفه من منطلق حرصه على أمن إسرائيل ومكانتها الدولية. وحملت النائبة المعارضة أوريت زوأرتس من كاديما بشدة على نتانياهو قائلة إنه أطلق لنفسه العنان في هرولته نحو مهاجمة إيران متجاهلاً جميع الإنذارات والتداعيات الخطيرة التي قد تترتب على أدائه. يشار الى ان حديث بيريز جاء بعد ان اعلن سفير اسرائيل في واشنطن، مايكل اورن، ان اسرائيل قد تقرر مهاجمة المنشآت النووية الايرانية حتى اذا اسفرت مثل هذه العملية عن ارجاء تطوير البرنامج النووي الايراني ببضع سنوات فقط. معتبرا ان فترة زمنية تتراوح ما بين سنة واربع سنوات تعد فترة طويلة في الشرق الأوسط. وأعرب عن اعتقاده بأن الجهود الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني لم تتكلل بالنجاح وان مفترق الطرق المصيري الذي تتواجد فيه بلاده يستوجب اتخاذ قرارات هامة.