شهدت المناطق الحدودية مع سورية في شمال لبنان توتراً أمنياً جديداً أمس بدأ مع خطف المواطن من بلدة وادي خالد ذات الغالبية السنية محمد سليمان الأحمد الملقب ب «أبي الروس رجو» بينما كان في منطقة المسعودية (غالبية علوية) في سهل عكار قرب منزل النائب السابق مصطفى حسين، متوجهاً إلى الوادي، وجرى اقتياده إلى سورية بحسب المعلومات التي توافرت لذويه. وعلى الفور رد الأهالي بقطع الطريق الدولية بين وادي خالد وسورية، وخطفوا حكمت يوسف (علوي) وهو تاجر مواش من بلدة عين الزيت المجاورة لمقايضته بالأحمد. وأفادت مصادر أمنية «الحياة» بأن أحد خاطفي الأحمد سلم نفسه، بعد ضغوط، إلى مخابرات الجيش اللبناني خشية انفلات الوضع، وتلت ذلك اتصالات مع أمين عام «الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد والنائب السابق مصطفى حسين للسعي من أجل إطلاق الأحمد، وسط تحذير من انفلات الأمور وتشديد على ضرورة العمل على عدم نقل ما يجري في سورية إلى لبنان. كما ذكرت معلومات أن أهالي وادي خالد خطفوا اثنين من السوريين العلويين كانا في حافلة آتيين إلى لبنان، وقامت الأجهزة الأمنية باتصالات مع المسؤولين السوريين أدت إلى الإفرج عنهما وتعهُّد بإطلاق الأحمد، غير أن تأخر إطلاقه دفع الأهالي إلى إعادة خطف سوريين علويين كانوا على متن حافلة أخرى. وأصدرت عشائر وادي خالد بعد اجتماعها أمس بياناً أكدت فيه أن «المحتجزين زوار لدينا إلى حين الإفراج عن مختطفينا»، ولفتت إلى أنّ «هناك سكاناً في وادي خالد من الطائفة العلوية، ونحن أهل وجيران، ولكن المفاجأة أن يتم خطف شخص من أهالي والد خالد وتسليمه إلى الدولة السورية، وهذا مرفوض وغير مقبول بتاتاً ولا نستطيع السكوت عليه أبداً». وأضاف البيان: «وجهاء وادي خالد ووجهاء عكار ومن منطلق الوطنية التي يتفاخرون بها يؤكدون أنهم غير مسؤولين عن تصريحات غير مسؤولة قد تصدر من قبل أفراد أو جهات قد تمسّ بقضية العيش المشترك أو تتقصد الكلام ضمن زوايا طائفية ضيّقة، وقد تكون هناك تحركات غير مسؤولة من البعض». ونصب الأهالي خيمة كبيرة تقاطر إليها أهالي المنطقة، مطالبين بإطلاق سراح الأحمد بأقصى سرعة آملين بأن تؤدي المساعي إلى إطلاق سراحه. وروى مختار وادي خالد مصطفى الرجو وهو قريب المخطوف الأحمد أن الأخير كان آتياً إلى الوادي لزيارة أقاربه وبينما كان برفقة سائق على طريق المسعودية قرب منزل النائب السابق مصطفى حسين اعترضت سبيلهما سيارة وترجل منها شبان ضربوا السائق وخطفوا الأحمد. وقال المختار إن المعلومات تشير إلى انه في سورية.