أكدت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة إلى بكين أمس أن دمشق راضية عن موقف روسيا والصين تجاه بلادها كونهما لا تتصرفان ك «مستعمرين». وقالت المبعوثة الخاصة للرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية الحكومية «نحن سعيدون بمواقف دول مثل روسيا والصين، وهي دول غير استعمارية ولا تتصرف مع الناس مثل المستعمرين». وأضافت المستشارة السياسية والإعلامية للأسد أن الموقف الروسي-الصيني «هو موقف مختلف جداً عن موقف الغرب»، مشيرة إلى أن زيارتها إلى بكين تهدف إلى «تزويد الحكومة الصينية بالصورة الحقيقية لما يجري في سورية». ورفضت شعبان في المقابلة استخدام كلمة «المعارضة» للإشارة إلى المناهضين للرئيس السوري، مؤكدة أن هؤلاء هم أشخاص «تسلحهم قوى خارجية وتشجعهم على ممارسة عمليات الخطف والقتل وتدمير المنشآت الحكومية». وأكدت المستشارة أن العقوبات الغربية على بلادها أثرت سلباً في القطاع الصحي وفي حياة المدنيين السوريين. وأضافت أن المعارضة والدول الغربية «وضعت نفسها في مأزق» بمطالبتها برحيل الرئيس الأسد. ونفت شعبان صحة ما ورد على لسان رياض حجاب رئيس الوزراء السوري السابق الذي فر إلى الأردن من أن النظام السوري يسيطر فقط على 30 في المئة من الأراضي وأن سلطته تتآكل. وقالت شعبان: «ما قاله حجاب كذب. وهو يعرف ذلك جيداً». وأضافت: «كل من لا يضع ثقته في السلطات السورية أو النظام بوسعه أن يرحل. لكن من الواضح أن هناك مبالغة في أعداد المنشقين». وبحثت شعبان تطورات الأزمة مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أمس. وكرر وزير الخارجية الصيني دعوة بكين الحكومة السورية للحوار مع المعارضة واتخاذ خطوات لتلبية مطالب الشعب بالتغيير لكنه لم يصل إلى حد عرض أي حلول جديدة للأزمة الحالية. وقالت وزارة الخارجية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن وزير الخارجية أبلغ شعبان بأن الصين أيضاً «قلقة جداً» على الموقف في بلادها. وقالت الوزارة إن يانغ «ناشد الحكومة السورية وجماعات المعارضة الدخول في حوار على وجه السرعة والتعامل معاً وبدء عملية تحول سياسي والمضي فيها بقيادة الشعب السوري حتى يمكن أن تخرج البلاد من وضعها الصعب الحالي في أسرع وقت ممكن. على الحكومة السورية أن تتخذ إجراءات عملية لتلبية المطالب المعقولة للشعب في التغيير وحماية مصالحه». وذكرت أن يانغ «يأمل أن تتعاون الحكومة السورية والمعارضة مع جهود وساطة المجتمع الدولي»، مضيفة أن الصين ما زالت تريد المضي في خطة سلام للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. ونقل بيان الوزارة عن شعبان قولها إن سورية مستعدة للعمل مع كل الأطراف لوقف العنف وإجراء محادثات «شاملة» مع المعارضة. وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي قالت وزارة الخارجية الصينية إنها تبحث استضافة المعارضة السورية لكنها لم تذكر تفاصيل لتلك الخطة. وقالت الوزارة إن يانغ أطلع شعبان على اتصالات الصين مع جماعات المعارضة السورية.