بكين -أ ف ب، رويترز - جدد رئيس الوزراء الصيني ون جياباو تأكيده إن بكين لا تحمي «أي طرف، بما في ذلك الحكومة» السورية، وذلك رداً على انتقادات شديدة للصين بعد استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يشدد الضغوط على النظام السوري. ورد رئيس الوزراء الصيني امس على الذين يؤكدون أن بكين تدافع عن نظام بشار الأسد. وقال في مؤتمر صحافي خلال قمة بين الصين والاتحاد الأوروبي إن «الصين لن تحمي أياً من أطراف (النزاع) بما في ذلك الحكومة»، وإن هناك «حاجة ملحة لمنع الحرب والفوضى في سورية»، متعهداً العمل مع الأممالمتحدة سعياً لإنهاء الصراع الأهلي في البلاد. وكان جياباو يتحدث إلى صحافيين مرافقين لرئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بداية قمة أوروبية صينية في بكين. وقال جياباو «في ما يتعلق بقضية سورية الشيء الملح والضروري الآن هو منع الحرب والفوضى حتى يتحرر الشعب السوري من معاناة أكبر... لتحقيق هذا الغرض تدعم الصين الجهود التي تتفق مع ميثاق ومبادئ الأممالمتحدة ونحن مستعدون لتعزيز الاتصالات مع كل الأطراف في سورية والمجتمع الدولي والمضي في القيام بدور بناء. الصين بالقطع لن تحمي أي طرف بما في ذلك الحكومة السورية». وانضم إلى جياباو رئيس المجلس الأوروبي في مطالبة كل أعضاء مجلس الأمن بالتحرك في شأن سورية. ويحضر فان رومبوي ومانويل باروزو قمة في بكين مع زعماء الصين تأجلت أواخر العام الماضي مع انشغال الزعماء الأوروبيين بأزمة الديون المتصاعدة. وتعرضت بكين لانتقادات شديدة بسبب الفيتو الذي استخدمته ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدين تجاوزات القوات السورية، وأوفدت إلى مصر المبعوث لي واكشين للقاء العربي، على أن يتوجه المبعوث الصيني بعد ذلك إلى السعودية وقطر، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين. وذكر ليو أيضاً أن المبعوث الصيني الخاص للشرق الأدنى والأوسط وو سيك سيزور أيضاً المنطقة من 19 إلى 23 شباط (فبراير)، للدفاع عن موقف الصين وخصوصاً في مصر والأراضي الفلسطينية والأردن. كما دافع المسؤول الأعلى في الديبلوماسية الصينية داي بينغو عن موقف بلاده بعدم التدخل في الشؤون السورية خلال محادثة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وفق ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. وقالت الوكالة الصينية إن داي الذي يشغل منصب مستشار دولة الذي يوازي وزير دولة ابلغ كلينتون هاتفياً أن إعمال العنف في سورية هي «في شكل أساسي مسألة داخلية»، وإن الصين تدعم جهود الجامعة العربية لحل النزاع بسبل «سياسية». وأضاف المسؤول الصيني أن هذا الموقف، المختلف عن موقف الجامعة العربية التي أيدت بكين حتى الآن تحركها في سورية «موضوعي ونزيه» وينبع من «موقف مسؤول». وردت كلينتون التي وصفت الفيتو الروسي-الصيني بأنه «مسرحية» واتهمت بكين وموسكو ب «حماية النظام الوحشي» في دمشق، بأن الولاياتالمتحدة ستواصل بحث الموضوع السوري مع الصين، وفق المصدر نفسه. وتم التشاور بين داي وكلينتون ليلة أول من امس قبيل بدء زيارة مهمة لنائب الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة حيث سيلتقي خصوصاً الرئيس باراك أوباما.