شكّلت عودة مسؤول التعبئة والتنظيم في حركة «فتح» محمد غنيم «أبو ماهر» إلى رام الله بعد 15 عاماً من إنشاء السلطة الفلسطينية تعزيزاً لقوة الرئيس محمود عباس ضد آخر خصومه أمين سر الحركة رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي المقيم في تونس. و «أبو ماهر»، وهو من جيل المؤسسين، واحد من ثلاثة أعضاء في اللجنة المركزية ل «فتح» رفضوا العودة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وباقي أركان قيادة الحركة ومنظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية عقب إنشاء السلطة، معلنين أنهم لن يعودوا «عبر حدود تسيطر عليها إسرائيل». والاثنان الآخران هما القدومي ومحمد جهاد. وتقول مصادر عليمة في «فتح» أن غنيم انحاز إلى عباس في الصراع الذي خاضه مع القدومي وعدد من أعضاء اللجنة المركزية الذين طالبوا بعقد المؤتمر العام السادس في الخارج. وبعودته، ينتقل الملف التنظيمي للحركة الذي كان يتولاه منذ عهد الرئيس عرفات إلى الداخل الفلسطيني. وتسمح عودة غنيم له بالمشاركة في المؤتمر العام السادس، وخوض الانتخابات على عضوية اللجنة المركزية، بخلاف رفيقيه القدومي وجهاد اللذين سيخرجان من المواقع القيادية للحركة إذا لم يخوضا الانتخابات كما هو متوقع. وكان القدومي أعلن أخيراً أن بحوزته وثيقة مودعة من عرفات عن لقاء جمع في عام 2003 عباس ومساعده آنذاك محمد دحلان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها آرييل شارون طرح فيه الأخير التخلص من عرفات بالسم. وأثار إعلان القدومي عاصفة من الاتقادات داخل «فتح» التي انحازت غالبية أعضائها إلى عباس الممسك بزمام الحركة والسلطة. ويرى مراقبون في عودة غنيم «ضربة قاضية» للقدومي الذي يقيم في تونس. ومن المقرر أن يصل إلى الضفة الغربية غداً أعضاء مؤتمر «فتح» في أقاليم الخارج. وقال مسؤول الارتباط المدني مع إسرائيل حسين الشيخ إن جميع الأعضاء من الخارج سيصلون إلى بيت لحم الجمعة، وأن الحركة تنتظر موافقة حركة «حماس» على السماح ل 500 عضو في قطاع غزة بالمغادرة. وكرر تهديدات عدد من قادة «فتح» باتخاذ إجراءات ضد «حماس» في الضفة في حال عدم سماحها لأعضاء «فتح» بمغادرة القطاع. وقال إن «حماس ستندم إذا لم تسمح لأعضاء مؤتمر الحركة بالمغادرة». وقال أعضاء في المجلس التشريعي من «حماس» في الضفة إن السلطة هددتهم بالاعتقال في حال واصلت «حماس» منع أعضاء المؤتمر من الوصول إلى الضفة للمشاركة في أعماله التي تبدأ الثلثاء المقبل. وأعلن الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم أن أجهزة الأمن أعدّت لائحة من 200 معتقل من «حماس» لإطلاق سراحهم في حال سُمح لأعضاء مؤتمر «فتح» بالمغادرة. وتقول «حماس» إن السلطة تعتقل 850 من أعضائها في الضفة.