رفعت منظمة الصحة العالمية حصيلة الوفيات بفيروس «إيبولا» إلى 1437 من 2165 إصابة في أربع دول غرب أفريقيا، وفق آخر حصيلة تعود إلى 20 الشهر الجاري. وكانت حصيلة سابقة عادت إلى 18 الجاري تحدثت عن 1350 وفاة من 2473 إصابة، ما يعني تسجيل 77 وفاة إضافية و142 إصابة في 19 و20 الجاري. وتبقى ليبيريا البلد الأكثر تضرراً بالفيروس ب 624 وفاة من 1082 إصابة، فيما سجلت 28 إصابة إضافية خلال يومين في غينيا، ما رفع عددها إلى 607 أدت إلى 406 وفيات. وفي سييراليون، بلغ عدد الوفيات 392 من 910 إصابات، وفي نيجيريا (5 وفيات من 16 إصابة). وحذر مساعد مدير منظمة الصحة للأمن الصحي كيجي فوكودا خلال زيارته ليبيريا، من أن وقف انتشار «إيبولا» لن يكون سهلاً، وسيستغرق أشهراً من العمل الشاق. واعتبر في مؤتمر صحافي مع منسق الأممالمتحدة لمكافحة «إيبولا» الطبيب ديفيد نابارو، أن «وتيرة تسارع انتشار إيبولا وحجمه لا سابق له، ما يجعل وقفه يتطلب بين ستة وتسعة أشهر»، علماً بأن الوباء انتشر في كل مناطق ليبيريا. أما نابارو، فأكد ان «الوباء تحدٍّ للعالم الذي يحتاج إلى كثير من الشجاعة والجهود للتصدي له بفاعلية. والأمر لا يتعلق بوقف تقدمه، بل بإعادة الحياة إلى طبيعتها في الدول التي انتشر فيها. ولتحقيق ذلك، نفكر بزيادة دعم أسرة الأممالمتحدة بسرعة وفاعليته». على الأرض، تستعد منظمة «أطباء بلا حدود» لموجة جديدة من الإصابات. وقال هنري غراي، أحد منسقي المنظمة في مركز تابع للمنظمة غير الحكومية في مونروفيا يجري توسيعه: «لدينا حالياً حوالى 60 مريضاً في المركز الذي يتسع ل120 سريراً، ونأمل في الأيام العشرة المقبلة بأن نستطيع استقبال حتى 400 مريض». وتبنى البرلمان في سييراليون، خلال جلسة طارئة، قانوناً يفرض عقوبة السجن لمدة تصل إلى سنتين لمن يُخفي مريضاً مصاباً ب «إيبولا» أو أمراضاً معدية أخرى». وقال رئيس الغالبية البرلمانية إبراهيم بوندو: «نشعر باستياء من بطء رد فعل بعض شركائنا في التنمية، وتخلي آخرين نعتبرهم أصدقاءنا المفضلين في المنطقة والقارة والعالم، وفرضهم عزلة علينا»، في إشارة إلى إغلاق دول أفريقية الحدود، بينها السنغال وجنوب أفريقيا وكينيا. وليل الجمعة، علّقت الغابون الرحلات الجوية والبحرية القادمة من دول سجلت فيها إصابات ب «إيبولا». كما أغلقت ساحل العاج حدودها البرية مع غينياوليبيريا. وبعد انتظار، انضمت روسيا إلى التعبئة الدولية، وأرسلت إلى كوناكري، عاصمة غينيا، طائرة نقلت فريقاً من خبراء الأوبئة ومختبراً متحركاً. الى ذلك، استدعت الفيليبين 115 من جنودها في وحدة حفظ السلام الدولية من ليبيريا بسبب «إيبولا». وأفادت وزارة الدفاع: «يشعر الرئيس بقلق من وباء إيبولا في ليبيريا، وأمر كل الجنود بالعودة إلى الوطن في أسرع وقت». آثار اقتصادية سلبية على صعيد آخر، توقع خبراء أن يترك وباء «إيبولا» آثاراً طويلة الأمد على الاقتصادات الضعيفة أصلاً لدول غرب أفريقيا التي ينتشر فيها، بعدما جعل أسواقها مقفرة وأوقف النشاط الزراعي وتسبب في اضطراب العمل في المناجم وألغى رحلات جوية. وقال الحاج باموغو، بائع الملابس في سوق «ريد لايت» بمونروفيا: «إنها كارثة. نخسر الكثير من المال، وجميع الذين يأتون للتسوق يشترون إما الطعام أو مواد تطهير من إيبولا». وصرح رئيس البنك الأفريقي للتنمية دونالد كابيروكا، الذي أعلن هذا الأسبوع إنشاء صندوق بقيمة 60 مليون دولار للدول المعنية بأن «وباء إيبولا ليس أزمة صحة عامة فقط، بل أزمة اقتصادية أيضاً تطاول قطاعات عدة». وأكد فيليب أوغون، مدير البحث المكلف أفريقيا في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، أن «مبدأ الوقاية من المرض سيُخفّض الإنتاج». وأضاف: «كل شيء مرتبط ببقاء الوضع على حاله أو استمرار انتشار المرض، الشركات الأجنبية الكبيرة الموجودة في المنطقة تشعر بقلق كبير»، إذ علّقت شركة «أرسيلور ميتال» العالمية العملاقة لصناعة الصلب توسيع منجم للحديد في يكيبا ومرفأ بوكانان في ليبيريا، بعدما أجلت الشركات المتعاقدة معها موظفيها تحت بند «القوة القاهرة». وباتت 3 شركات طيران دولية فقط تؤمن رحلات إلى سييراليون، و5 إلى غينيا. وفي قطاع الزراعة، شكك الأستاذ الجامعي والخبير في اقتصاد غرب أفريقيا فيليب دو فريير، في أن يؤثر عدد الضحايا على عرض اليد العاملة، لكنه توقع سلوكاً مضراً بالاقتصاد، وقال: «سيخفف الناس تحركاتهم. مثلاً من لديه عادة بيع خضار في سوق محلية سيبقى في منزله، ما سيمنع الناس من التمون باحتياجاتهم». وفي المناطق الخاضعة لعزل صحي في سييراليون وليبيريا، أخليت مزارع الكاكاو والبن بسبب خشية المزارعين من الابتعاد عن منازلهم. كما شهد السوق نقصاً في مواد الغذاء الأساسية، خصوصاً الأرز، إذ توقف التجار عن التزود به بسبب مشاكل التنقل. في نيجيريا، الدولة الأولى المنتجة للنفط في القارة، لم تتأثر كثيراً نشاطات استخراج النفط في دلتا النيجر. لكن بسمارك ريوان، رئيس مجموعة «فايننشال ديريفاتيف كومباني»، قال إن «حجوزات الفنادق تراجعت نحو 30 في المئة هذا الشهر، على غرار طلبات الطعام والشرب للأعراس والجنازات».