فرضت الرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سيرليف حظر تجول ليلي بدءاً من مساء اليوم أمس، وعزلاً صحياً على حيين سكنيين لمواجهة انتشار وباء إيبولا في بلدها الذي سجل فيه مع سييراليون أكبر عدد من الإصابات. وأمرت الرئيسة الليبيرية بإغلاق كل مراكز الترفيه ومتاجر أفلام الفيديو ليلاً، وأبدت اسفها لفشل السلطات في وقف تفشي الوباء، على رغم إعلان حال الطوارئ في أنحاء البلاد في السادس من الشهر الجاري. وقالت: «لم نستطع احتواء المرض بسبب استمرار حال الإنكار والممارسات الجنائزية التقليدية (عادة لمس جثامين الموتى في الجنازات)، وعدم احترام رأي الطواقم الطبية وتحذيرات الحكومة». وشمل العزل الصحي حي كاكاتا جنوبي العاصمة مونروفيا، وويست بوينت في ضاحية العاصمة حيث هاجم شبان مركزاً لعزل المصابين ونهبوا معدات يخشى أن تكون ملوثة بالفيروس. وسمح الهجوم بفرار 17 مريضاً عثر عليهم لاحقاً. لكن سيرليف أوضحت أن قرار العزل «لا يعني عدم إمكان دخول الحيين أو مغادرتهما»، علماً بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين رشقوها بحجارة بعدما طلبت منهم مغادرة حي ويست بوينت من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات. وأعلن منسق الأممالمتحدة لمكافحة فيروس إيبولا، ديفيد نافارو، أنه سيزور ليبيريا وسييراليون وغينياونيجيريا هذا الأسبوع برفقة كيجي فوكودا، أحد مسؤولي منظمة الصحة العالمية، «لإنعاش القطاع الصحي» في هذه الدول التي تواجه امتحاناً صعباً بهذا الوباء. وسيسعى نافارو إلى تعبئة 7500 من جنود حفظ السلام في ليبيريا لمكافحة المرض الذي أسفر عن وفاة 1229 شخصاً على الأقل، وفق حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية في 16 الجاري، من أصل 2240 إصابة مؤكدة أو مشبوهة أو مرجحة. وتوزعت الوفيات على 466 في ليبيريا و394 في غينيا و365 في سييراليون و5 في نيجيريا. وصرح مسؤول المساعدة الإنسانية لغرب أفريقيا في الاتحاد الأوروبي سيبريان فابر، بأن «ليبيريا التي سجلت فيها 53 من الوفيات ال84 الجديدة و48 من الإصابات ال113 الجديدة، تعاني من تراكم ظروف غير مواتية وتدني عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان» (0.1 لكل عشرة آلاف نسمة في مقابل معدل 2.6 في أفريقيا، وفق منظمة الصحة العالمية). وأشار إلى أن الوباء انتشر في مناطق مكتظة بالسكان حول العاصمة، وأقاليم مجاورة في الشمال المحاذي لسييراليون وغينيا. في المقابل، تحدثت منظمة الصحة عن إشارات «مشجعة» في غينياونيجيريا، أكبر دولة أفريقية على صعيد عدد من السكان، بسبب رصد سلسلة واحدة لانتقال العدوى، ويقظة السلطات.