التأم شمل قادة ومندوبي 57 دولة عضواً في منظمة التعاون الإسلامي ليل أمس بجوار بيت الله الحرام في مكةالمكرمة في قمة استثنائية للتضامن الإسلامي، دعا إلى عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسط مناشدات لزعماء بلدان الأمة الإسلامية للتسامي على خلافاتهم، وتعميق روح التعاون والأخوة، وتسهيل سبل التبادل وانسياب المنافع بين دولهم، والتعجيل بإنقاذ الشعب السوري من أزمته الدموية، وبذل مزيد من المساندة للقضية الفلسطينية، وإنقاذ المسجد الأقصى الشريف من مخططات التهويد والحفر والاحتلال، وإطفاء حريق النزاعات التي تدمي أرجاء العالم الإسلامي. ورحّب خادم الحرمين الشريفين بقادة الدول الإسلامية ورؤساء الوفود والمدعوين إلى مؤتمر التضامن الإسلامي. وأعربت الحكومة السعودية، في اجتماع عقده مجلس الوزراء السعودي في مكةالمكرمة أمس عن أمل المملكة الكبير بأن تحقق القمة التي ستختتم أعمالها اليوم (الأربعاء) ما تتطلع إليه الأمة الإسلامية في هذه المرحلة المهمة من وحدة الصف والتضامن والتنمية الشاملة والوسطية السمحة، التي تنبذ التطرف والإرهاب والطائفية التي تؤدي إلى الشقاق والخلافات. وبدا منذ افتتاح القمة أن الأزمة السورية تتصدر أعمالها. وأكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام ل«الحياة» أمس، أن ثمة توجهاً عاماً في كواليس القمة إلى تعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد: «أننا على يقين بأن النظام السوري يلفظ أنفاسه الأخيرة». وبدا عضو مجلس أمناء الثورة السورية المكلف بتشكيل حكومة في المنفى هيثم المالح، في حديث إلى «الحياة» في جدة، واثقاً من أن قمة مكةالمكرمة ستقر إنشاء قوة إسلامية مشتركة لحماية المدنيين في سورية، ووصفها بالأهمية، وقال إنها خطوة تشبه قرار الجامعة العربية إرسال قوات للردع العربي في لبنان. وكان الرئيس التركي عبدالله غل أكد ل«الحياة» أمس، أن قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية ستخاطب قضايا استعادة التضامن وتعضيد وحدة الأمة الإسلامية ومناقشة النزاعات التي تدمي العالم الإسلامي. ورأى غل، مقابلة نشرتها «الحياة» (الثلثاء)، أن قمة مكةالمكرمة ستنير الطريق أمام إزالة الخلافات بين الدول الإسلامية، وتعميق التعاون والتعاضد بينها. ونوّه بدعوة خادم الحرمين الشريفين إلى القمة. وشارك 54 رئيس دولة إسلامية في افتتاح قمة التضامن الإسلامي، إلى جانب ممثلين للدول التي تتمتع بصفة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي وهي: تايلاند والولايات المتحدة وروسيا والبوسنة والهرسك، فضلاً عن ممثلين لكل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وذكرت مصادر أن أكبر وفد إلى القمة هو الوفد المرافق للرئيس المصري محمد مرسي الذي ضمّ 200 شخص. ومن المقرر أن تستأنف القمة أعمالها اليوم، تمهيداً لإقرار بيانها الختامي، وتشمل القضايا المدرجة على جدول أعمالها أوضاع مسلمي ميانمار (بورما)، والصومال، والسودان، وفلسطين، والفتنة الطائفية، وتعزيز الوسطية، والتعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية.