بورغوس (اسبانيا) - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 46 شخصاً على الأقل في اعتداء نفذ باستخدام سيارة مفخخة واستهدف ثكنة للشرطة في بورغوس شمال اسبانيا، ونسبته السلطات الى منظمة «إيتا» الباسكية الانفصالية. وضمت لائحة الجرحى 22 امرأة و6 أطفال يقيمون في الثكنة التي ألحق الانفجار أضراراً كبيرة بمبنى فيها وأحدث فجوة كبيرة في الأرض. وأعلن ناطق باسم خدمة الطوارئ ان غالبية الإصابات جروح وكدمات، وإن لا وجود لمصابين في حال الخطرة، لكن 38 نقلوا إلى المستشفى. وقال: «الأمر أشبه بمعجزة». وأكد قائد الشرطة ميغيل اليخو أن أي اتصال لم يرد للتحذير من الانفجار «كما تفعل إيتا أحياناً» من اجل الإفساح في المجال لإخلاء المكان، «ما يجعل رغبة القتل واضحة لدى منفذي الاعتداء». لكن لا يخفى ان المنظمة السرية، المسؤولة عن مقتل 826 شخصاً خلال 41 سنة من الاعتداءات التي تنفذها للمطالبة باستقلال بلاد الباسك، تمتنع غالباً عن الإنذار من اعتداء يستهدف قوات الأمن الاسبانية التي تعتبرها أهدافاً عسكرية. وتعتبر قوات الحرس المدني الهدف المفضل للمنظمة الانفصالية التي عاد اعتداؤها الأخير الى العاشر من الشهر الجاري، حين فجرت قنبلة أمام مبنى للحزب الاشتراكي في دورانغو بمنطقة الباسك (شمال). وأشارت وسائل إعلام الى ان الشاحنة احتوت كمية مئتي كيلوغرام من المتفجرات. وأفادت صحيفة «ال موندو» الأحد ان قوات الأمن الاسبانية في حال تأهب، بعدما أبلغتها فرنسا ان «ايتا» تريد تمرير ثلاث شاحنات صغيرة محشوة بمتفجرات الى اسبانيا. وأكدت الإذاعة الوطنية ان الاعتداء جاء بعد سنة على كشف «كومندوس بيسكايي» التابع للمنظمة، وضبط وثائق تشير الى ان ثكنة بورغوس شكلت هدفاً لاعتداءات. وتزامن الاعتداء مع الذكرى الخمسين لتأسيس «ايتا» في 31 تموز (يوليو) 1959، علماً انها أعلنت نهاية أيار (مايو) انها تجري دراسة داخلية «لتحديد استراتيجية سياسية مسلحة فاعلة»، من دون أن تبدي استعدادها للتخلي عن العنف، علماً ان الحكومة الاسبانية جمدت محادثات السلام مع «إيتا» بعدما قتل المتمردون اثنين بسيارة ملغومة في مطار مدريد في كانون الأول (ديسمبر) 2006.