دخلت الازمة السورية مرحلة جديدة مع سقوط طائرة حربية كانت في مهمة استطلاع عملاتية فوق مواقع تسيطر عليها المعارضة. وفي الوقت الذي اعلنت دمشق سقوط الطائرة من طراز «ميغ 21» لأسباب فنية أعلنت مجموعة في «الجيش السوري الحر، تطلق على نفسها اسم «لواء احفاد محمد» اعتقال الطيار الذي اسقطت طائرته الاثنين في محافظة دير الزور، وفق ما يظهر شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» على شبكة الانترنت. وظهر في الفيديو رجل ملتح بشكل خفيف محاط بثلاثة مسلحين بينهم اثنان بلباس عسكري، وهو يقول بعدما يطلب منه عسكري ثالث التعريف عن نفسه «انا العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان. كلفنا بمهمة قصف مدينة موحسن». ويسأل الأسير «ماذا تقول لضباط الجيش الاسدي؟»، فيجيب «اقول لهم بالانشقاق عن هذه العصابة». كما يُسأل عن «سبب الكدمات في وجهه»، فيجيب «انها نتيجة سقوطي من الطائرة. كانت الرياح شديدة، فسحبتني الى الرمال والحصى». وكان الجيش السوري الحر في الداخل تبنى اسقاط المقاتلة وفق ما اكد متحدث باسمه لوكالة «فرانس برس». وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في اتصال عبر سكايب «نؤكد اننا اسقطنا طائرة ميغ 21 بواسطة رشاش مضاد للطيران من طراز 14.5». وكان شريط فيديو نشر على الانترنت اظهر المقاتلة وهي تشتعل فيها النيران بينما كانت تحت مرمى نيران مقاتلي المعارضة. وإسقاط طائرة حربية حدث نادر بالنسبة الى مقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة والذين يواجهون اسلحة ثقيلة من جانب قوات الرئيس بشار الاسد. وفي الاشهر الاخيرة بدأت الحكومة باستخدام قوتها الجوية في محاولة لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهراً. ولم يكن واضحاً متى تم تصوير الشريط ولم يكن من الممكن التحقق من الموقع. وتظهر لقطات الفيديو الطائرة وهي تخترق عباب السماء وقد اندلعت فيها النيران وسط اطلاق نار كثيف. وفجأة تندلع النار بالمقاتلة وتبدأ بالدوران مخلفة وراءها شريطاً من الدخان. وهتف ناشط «الله اكبر... طائرة مقاتلة من طراز ميغ سقطت في بلدة الموحسن». ولم تكن هناك اي اشارة من شريط الفيديو إلى ان الطائرة سقطت بفعل نيران المقاتلين او صاروخ مضاد للطائرات. ويقول المقاتلون الذين تتألف ترسانتهم في معظمها من بنادق هجومية ومتفجرات وقذائف صاروخية انهم غير قادرين على التنافس مع القوة الجوية التابعة للجيش. وفي الاسابيع شوهدت طائرات مقاتلة وهي تطلق الصواريخ على القرى التي يسيطر عليها المسلحون في مدينة حلب الشمالية. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان طائرة عسكرية سورية سقطت في شرق البلاد بعدما اضطر الطيار الى مغادرتها بسبب عطل اصابها والبحث جار عنه. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري ان «طائرة مقاتلة تعطلت لدى قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية». وأوضح «ان الطائرة اصيبت بالعطل الفني الطارئ ما ادى الى تعطل اجهزة القيادة وعدم امكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار الى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف». وكانت لجان التنسيق المحلية المعارضة اكدت صباحاً ان «الجيش السوري الحر اسقط طائرة حربية من نوع «ميغ 23» (...) كانت تقصف مدينة الموحسن في محافظة دير الزور». وأفاد المركز الإعلامي السوري أن انفجارات عنيفة وقعت في منطقة المزة في دمشق، وقال المركز إن قصفاً عنيفاً استهدف منطقة القابون أيضاً. وأفاد اتحاد «تنسيقيات الثورة» أن قصفاً بالطيران الحربي استهدف أحياء بستان القصر وسيف الدولة ومساكن هنانو في حلب. وفي حي الزهراء استهدف الجيش الحر مبنى الاستخبارات الجوية، فيما تعرضت عربين في ريف دمشق لقصف عنيف استهدف المناطق المجاورة للساحة العامة ومنطقة التربة، وفق الهيئة العامة للثورة السورية. وفي عرطوز سقط قتيل وعشرات الجرحى جراء القصف المدفعي، ما أدى إلى احتراق منازل. وفي خان شيخون بإدلب سقط عدد من الجرحى نتيجة القصف على المدينة. وقالت مصادر ل «العربية» بانشقاق رئيس نيابة محافظة الرقة. وأفاد ناشطون سوريون بمقتل 19 شخصاً صباح الاثنين برصاص قوات الأمن النظامية، منهم مواطنون أقدمت قوات الأمن النظامية على إعدامهم في ريف دمشق. وكان ناشطون أفادوا الأحد بسقوط 150 شخصاً على الأقل قتلوا برصاص الأمن السوري في مدن عدة، بينهم نساء وأطفال، غالبيتهم في دمشق وريفها وفي حمص. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 38 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، معظمهم من الجيش الحر في منطقة الكسوة، و24 في حمص، بينهم 13 في حي الشماس. وأضافت أن 11 شخصاً قتلوا في درعا، و10 في إدلب، و4 في دير الزور واللاذقية. واقتحمت قوات النظام أمس حي سيف الدولة في غرب حلب، الحي الثاني الذي تدخل اليه في المدينة التي كان المقاتلون المعارضون يسيطرون على قسم كبير منها، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان (المرصد). وقال المرصد السوري في بيان «اقتحمت القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات القسم الغربي من حي سيف الدولة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة». وأشار المرصد من جهة ثانية الى استمرار القصف على بعض المناطق في حي صلاح الدين في جنوب غربي المدينة الذي كانت دخلته قوات النظام الخميس الماضي، ولا تزال تواجه فيه «بعض جيوب مقاومة»، بحسب المرصد. وكان مصدر امني في دمشق ذكر لوكالة «فرانس برس» في وقت سابق ان قوات النظام «تتقدم في اتجاه حي السكري في جنوبالمدينة الذي وصفته صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات الاحد بانه «المعقل الثاني للمسلحين» في حلب.