تستقبل الأسر السعودية شهر رمضان المبارك بابتهال وسرور لما يتضمنه هذا الشهر من روحانية دينية ينفرد به عن غيره من بقية أشهر السنة، والذي يتطلب من مستقبليه الخضوع لأنماط مختلفة قد ترهق البعض منهم، لتكون المرأة الموظفة هي أولى المستغيثات. فما أن يبرق سنا هلال شهر رمضان المبارك إلا ويدق معه جرس الإنذار للإبلاغ عن حال طوارئ لدى المرأة السعودية العاملة بحكم العادات التي تمارس في رمضان من تحضير موائد رمضانية متعددة الأصناف واستقبال بعض الزائرين والتفرغ للعبادة والطاعة وإدارة شؤون المنزل والتسوق استعداداً لعيد الفطر، وبما أن هذه الأعمال محكومة بساعات زمنية محدودة، وما تتطلبه هذه الأعمال من وقت وجهد، إلى جانب ساعات العمل التي تقضيها المرأة في عملها، جعلها تقوم بتجهيز بعض أصناف المأكولات وتجميدها قبل حلول شهر رمضان المبارك بفترة وجيزة حتى يتسنى لها وقت كافٍ لممارسة أعمالها الوظيفية، وإدارة شؤون المنزل والتفرغ لممارسة بعض الشرائع الدينية. وتقول الموظفة نورة الخالدي ل «الحياة» إنها قبل حلول شهر رمضان بشهر تقريباً بدأت بتجهيز بعض الأصناف وتجميدها حتى تتمكن من طهوها على الإفطار في رمضان، مضيفة «كوني لا أجد متسعاً من الوقت لتلبية جميع حاجات عائلتي بسبب وظيفتي». فيما توضح الموظفة عفاف دمنهوري ل «الحياة» أن تجهيز الأطعمة قبل حلول رمضان هو الحل الأنسب لها ولزميلاتها الموظفات. وتوافق الموظفة سهام أحمد كلاً من دمنهوري والخالدي، بالقول «بحكم اعتيادنا على أصناف معينة كالسمبوسة واللقيمات والشربة والفول وأصناف الحلويات وغيرها من الأصناف المبتكرة الأخرى التي يتطلب وجودها ،فإنني لا أجد متسعاً من الوقت لتحضيرها وتجهيزها في الوقت المناسب لها بحكم عملي وازدحام الطرقات التي لا تمكنني من الوصول إلى منزلي إلا وقد تبقى على موعد الإفطار ساعتان». وترى الموظفتان مها وأمل العسيري أن تزامن شهر رمضان الكريم مع الإجازة الصيفية التي تتسبب في سهر من حولهم من أفراد الأسرة إلى ساعات النهار، يؤدي إلى إرهاقهن وعدم قدرتهن على إنجاز المأكولات خلال فترة النهار، وأن تجهيز بعض المأكولات المجمدة يسهم في إمكان الحصول على قيلولة قصيرة تدعمهن للقيام بأعمالهن المتبقية. بينما يلجأ العديد من السيدات العاملات إلى شراء بعض المأكولات المجمدة من بعض السيدات التي يقمن بتجهيز هذه الأصناف وبيعها. وتستغل أم محمد شهر رمضان في إعداد الأطعمة الرمضانية، وبيعها على السيدات العاملات، معتبرة أن دورها له جانب معنوي داعم للموظفات إذ تخفف عنهن الكثير من الخطوات اللازمة لطهو بعض المأكولات.