أكد النائب العام في محافظة الرقة (شرق سورية) جمعة الدبيس، أن هناك أكثر من 200 ألف مواطن سوري لا يعرف مصيرهم حتى الآن. وأشار الدبيس الذي انشق أخيراً عن النظام إلى صحة ما يتردد عن عدم توحد فصائل المعارضة، لكنه قال إنها متفقة على هدف واحد يتمثل في إسقاط النظام. ولفت إلى وجود كثير من القضاة المتعاطفين مع الحراك الثوري، وقال ل«الحياة»: «بحكم وجودي في الجسم القضائي، أستطيع أن أقول إن 90 في المئة من القضاة في سورية يتعاطفون مع الثوار بحكم تكوينهم الفكري». بيد أنه شدد على أنه ليست للقضاء في سورية أية سلطة. ووصف القضاء بأنه «شكلي يتحكم به الأمن». وأوضح الدبيس، أثناء وجوده في الرياض أمس، أن أعداد المعتقلين لا يمكن حصرهم منذ بدء الاعتقالات، «لأنها متواصلة حتى هذه الساعة، وهناك أشخاص يتم توقيفهم، ثم يفرج عنهم بكفالة مالية». وأشار إلى أن آخر رقم حصل عليه من أطراف عدة عن المواطنين المفقودين يشير إلى أن عددهم قد يصل إلى 200 ألف مواطن، «وقد يكونون في عداد القتلى، أو في دهاليز السجون». وقال إن التهم التي توجه للمتظاهرين هي التظاهر من دون ترخيص، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وتعكير صفاء الأمة، والنيل من الوحدة الوطنية، ولكن لا يعرف شيء عن حال الأشخاص الذين ينضمون للمظاهرات، «إذ يتم القبض عليهم من اللجنة الأمنية، ولا يعرضون على القضاء». وأضاف: «القضاة في سورية متعاطفون بنسبة 90 في المئة مع الثوار، بحكم تكوينهم وإرثهم الفكري، إلا أن هناك املاءات على القضاة بمضاعفة عدد أيام التوقيف، وكذلك مضاعفة قيمة الكفالة للمتظاهر، حتى وصلت إلى 25 ألف ليرة سورية، وذلك بقرار من الهرم الأعلى في الوزارة». وأشار النائب العام المنشق إلى أن سورية أصبحت «دولة بلا قانون، ورجل الأمن في الشارع هو القاضي، والمؤسسات القضائية شكلية فحسب». وأضاف: «عملت مع الثوار منذ اليوم الأول بطريقة سرية، وكنت أسهم في مساعدة المعتقلين منه خلال إخلاء سبيلهم، وتواصلهم مع ذويهم، وهناك موقوفون عاجزون عن دفع الكفالة المالية». وذكر القاضي الدبيس أن اسمه سُجل لدى المخابرات السورية كمعارض، «وأحسست بالخطر، ورأيت أن خروجي من سورية ستكون فيه فائدة للثورة أكثر من بقائي في الداخل». وأكد أن الثورة السورية من مصلحتها أن تستقبل الجميع في الوقت الحالي، لأن المستقبل للديموقراطية، وهي التي ستحدد من يحكم البلاد، لكن الشعب هو من يحدد من هو خادم للثورة أو من ساعدها بالخروج من النظام في مقابل الحماية لنفسه أو أمواله، وأضاف: «لو أن نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع قرر انشقاقه عن النظام، سيستقبله الثوار من وجهة نظري». وسألت «الحياة» الدبيس عن الأشخاص أو الجهات التي تقود النظام السوري فقال: «لا أعرف من يقود النظام الآن، قد تكون إيران وحزب الله والعراق، من خلال الدعم المادي والمعنوي، أو قد تكون شقيقة الرئيس السوري بشري، أو خاله محمد المخلوف، ولا أستبعد أن نسمع عن انشقاق بشار الأسد نفسه عن نظام العصابات».