شاركت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مراسم تشييع الرئيس الراحل لغانا جون اتا ميلز الذي توفي فجأة قبل اسبوعين. وتوجهت كلينتون الى العاصمة الغانية اكرا، قادمة من نيجيريا في اطار جولة في افريقيا زارت خلالها السنغال واوغندا وجنوب السودان وكينيا ومالاوي وجنوب افريقيا. وبعد غانا توجهت الوزيرة الاميركية الى بنين في زيارة قصيرة ختاماً لجولتها الافريقية. وتوفي الرئيس جون اتا ميلز الذي كان يحكم البلاد منذ 2009، فجأة الثلثاء عن عمر يناهز ال 68 سنة، قبل خمسة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية. واقيمت له جنازة رسمية في اكرا بحضور ما لا يقل عن 16 رئيس دولة بالاضافة الى مسؤولين كبار مثل كلينتون التي اجرت محادثات مع نائب الرئيس غانيا جون دراماني ماهاما الذي ادى القسم خلفاً للرئيس الراحل وهو سيخوض الانتخابات الرئاسية في كانون الاول (ديسمبر) المقبل. وكان باراك اوباما اختار غانا، اول معقل للديموقراطية في غرب افريقيا، للقيام بأول زيارة بوصفه رئيساً للولايات المتحدة في العام 2009 الى افريقيا جنوب الصحراء الكبرى. نيجيريا وفي نيجيريا، قال مسؤول مرافق لوزيرة الخارجية الأميركية إن الولاياتالمتحدة تريد مساعدة ابوجا في محاربة الإسلاميين الذين تراهم تهديداً إقليمياً متنامياً، ولكن لا يمكن للبلاد أن تعتمد على القوة العسكرية وحدها. وعرضت كلينتون على غودلاك جوناثان رئيس أكبر دولة أفريقية لجهة عدد السكان، مساعدته في محاربة جماعة «بوكو حرام» الشبيهة بحركة «طالبان» والتي تريد تأسيس دولة إسلامية تحكم بالشريعة في شمال نيجيريا. وشنت «بوكو حرام» هجمات بالقنابل والأسلحة على كنائس هذا العام مما استفز المسيحيين وأدى إلى هجمات انتقامية قاتلة ضد المسلمين. ولقى المئات حتفهم وتخشى واشنطن من انعدام الأمن. وقال المسؤول الأميركي البارز ان «شمال نيجيريا لديه أيضاً حدود مع تشاد ومع الكاميرون ومع النيجر ونخشى أن يقوض هذا التشدد الأمن في الدول المجاورة». ويقول منتقدو جوناثان إنه يعتمد بدرجة كبيرة على الجيش لهزيمة «بوكو حرام» بدلا من معالجة المظالم التي يشكو منها أبناء الشمال كالفقر والبطالة وستضغط كلينتون عليه للتعامل مع الأسباب الكامنة وراء المعارضة المسلحة. وقال المسؤول: «الإستراتيجية الأمنية ليست كافية». وكان للحملات العسكرية نتائج متباينة اذ تقلصت قدرات «بوكو حرام» في بعض المناطق وتولد الغضب بسبب تعسفها المفرط. وأضاف المسؤول الاميركي أن واشنطن ستقدم لنيجيريا المساعدة في امور مثل الطب الشرعي وتعقب المشتبه فيهم وتنسيق عمل الفروع المتباينة للشرطة والمخابرات العسكرية. وتابع: «نعرف تماماً من خلال خبرتنا في كل من العراق وأفغانستان ما يمكن أن يحدث إذا لم يعمل الجيش والشرطة تحت إشراف سلطات ملائمة». وأضاف: «سنحضهم على عدم استخدام القوة المفرطة والنظر إلى هذا باعتباره عملية لفرض القانون تستهدف القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة». واجتاح الجيش النيجيري الخميس ولاية كوجي بحثاً عن مسلحين يقفون وراء مجزرة سد المهاجمون خلالها مخارج كنيسة في بلدة أوكيني وأطلقوا النار على المصلين المحاصرين فقتلوا 19 شخصا يوم الاثنين الماضي. وقتل مسلحون ثلاثة أشخاص في هجوم على مسجد في المدينة في اليوم التالي. ومن المعروف أن «بوكو حرام» تشن هجمات على الكنائس والمساجد. وتناولت محادثات كلينتون أيضاً قانوناً بخصوص إنتاج النفط معطلاً في البرلمان منذ أكثر من خمس سنوات مما يجعل كبرى الشركات المنتجة مثل «إكسون» و «شيفرون» غير واثقة بخصوص مستقبل الإطار التنظيمي في أكبر دولة أفريقية منتجة للنفط. وقال المسؤول إن كلينتون حضت على ان يوفر القانون «بيئة عادلة ويمكن التنبوء بها» لشركات النفط.