أوضح عضو المنظمة الوطنية الأميركية لمصوري الصحافة مصلح جميل أن الصورة «قتلت نخبوية اللوحة، ووصلت إلى المستوى الشعبي». وانتقد تعجل الفوتوغرافيين السعوديين في الإعجاب بأعمالهم واستهلاك المجتمع للصورة. وأشار إلى أن تقدير الصورة «لا يأتي بسرعة، كما أنه ينبغي على المتلقي والمجتمع قراءة تفاصيل الصورة وليس استهلاكها المباشر». وتطرق مصلح جميل خلال محاضرة قدمها أخيراً في قصر شبرا التاريخي، نظمتها لجنة التصوير الضوئي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف، إلى عدد من الأسماء الفوتوغرافية العالمية المهمة أمثال: فيليبس هالسمان، ستيف ماكوري، أنسل آدمز، الأميرة ريم الفيصل، مايكل فتالي، وفيصل المالكي وإلى حكاياتهم مع الإلهام، «الذي يقودهم بدوره إلى صناعة التقاطة ذات بعد حسي متألق». وأكد مصلح جميل أهمية وجوب التفرقة بين مفاهيم عدة «قد تبدو مترابطة مثل الإلهام، الشغف، التأثر، الإبداع، والفن وتوضيح الفوارق بينها»، مركزاً على أن «الإلهام هو النفحة التي تأتي للفنان ويستثمرها في عمله، وهو أيضاً فكرة الصورة التي تتخلق في ذهن الفوتوغرافي» مشدداً على أن الإلهام «يحتاج إلى جاهزية ذاتية وأيضاً إلى التزام وصبر لأنه فعل شخصي». واستشهد بتجربة ستيف ماكوري عن أعمال هنري كارتيه، التي ما زالت تلهمه، على رغم أنه من أكبر الأسماء الفوتوغرافية في الوقت الراهن، مبيناً أن «الأماكن» قد تكون ملهمة ومنها قصر شبرا مثلاً، رواشنه وتاريخه يجب أن يلهم المصورين». ثم تحدث جميل عن التصوير وأنه كان «ممارسة فنية محتقرة بسبب واقعيتها في عصور ما قبل النهضة، وحاول الطليعيون التلاعب ورفع قيمة هذا الفن عن طريق استخدام الغرف المظلمة، والتعديلات، والتركيبات ثم فشلت حركة الطليعيين بأكملها». وتناول المحاضر ارتباط التصوير بالفنون والمواضيع الأخرى، فتحدث عن الصورة والبروباقندا، الصورة والحرب، الحداثة وتحولات الصورة، استخدام الصورة في السينما والنحت والعمارة