أكد رئيس لجنة التصوير الفوتوغرافي في جمعية الثقافة والفنون في الدمام مصلح جميل أن «التقدير للصورة لا يأتي بسرعة»، موجهاً نقده لاستعجال المصورين الفوتوغرافيين الإعجاب بأعمالهم، وموضحا أنه ينبغي على المتلقي والمجتمع قراءة تفاصيل الصورة. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها جميل بعنوان «الصورة الفوتوغرافية.. محاولة للإلهام»، نظمتها لجنة التصوير الضوئي عن جمعية الثقافة والفنون في الطائف، الخميس الماضي، في قصر شبرا التاريخي. وشدد جميل، وهو عضو المنظمة الوطنية الأمريكية لمصوري الصحافة، على ضرورة التفرقة بين عدة مفاهيم قد تبدو مترابطة مثل الإلهام، الشغف، التأثر، الإبداع، والفن، موضحا أن «الإلهام هو النفحة التي تأتي للفنان ويستثمرها في عمله، وهو أيضا فكرة الصورة التي تتخلق في ذهن الفوتوغرافي»، مؤكدا أن الإلهام «يحتاج إلى جاهزية ذاتية، وأيضا إلى التزام وصبر لأنه فعل شخصي». وأوضح جميل، في إجابته على سؤال عما يلهمه، تعلقه ببيئة الجمال في بلاد خثعم (مسقط رأسه)، وقال «غيمة في خثعم تلهمني»، إضافة إلى خوفه من نهايات الأشياء، من الموت، من الرحيل، مؤكدا أنه ليس من اللازم أن «تلهمك المواقف المفرحة» فقط. وتحدث جميل، في محاضرته، عن التصوير وأنه كان «ممارسة فنية محتقرة بسبب واقعيتها» في عصور ما قبل النهضة وحاول الطليعيون التلاعب ورفع قيمة هذا الفن عن طريق استخدام الغرف المظلمة، التعديلات، والتركيبات ثم فشلت حركة الطليعيين بأكملها. وتناول ارتباط التصوير بالفنون والمواضيع الأخرى، فتحدث عن الصورة والدعاية، والصورة والحرب، والحداثة وتحولات الصورة، واستخدام الصورة في السينما والنحت والعمارة، مؤكداً أن «التصوير قتل نخبوية اللوحة، ووصل إلى المستوى الشعبي». ثم قدم المحاضر مجموعة من النصائح للفوتوغرافيين استدل بها من حديث إعلامي لمصور وكالة «مافنوم» مارك باور الذي طالب المصورين بضرورة الصبر، الالتزام، وعدم التسرع. وعن المحيط المحلي للتصوير، لامس مصلح جميل حساسية هذه الدائرة، مشيرا إلى أن «التصوير الفوتوغرافي محلياً، والإعجاب السريع به، (أمر) ضد الإلهام، ويحبط، وترسباته مؤثرة، والمصور بحاجة إلى النقد الجاد»، لافتا إلى أن المواقع الإلكترونية، مثل «فليكر» و«فيسبوك»، «ليست أماكن للتعلم، بل تؤطر العمل والشخص».