شوهدت أمس العشرات من معدات الحفر الثقيلة المحمولة على متن شاحنات كبيرة تعبر مدينة العريش عبر الطريق الدولي الساحلي متجهة إلى مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة، فيما أشارت مصادر أمنية إلى زحام شديد داخل معبر طابا الحدودي مع إسرائيل، لرغبة آلاف السياح من فلسطينيي ال 48 في دخول سيناء لقضاء عطلة عيد الفطر في منتجعاتها. في الوقت نفسه، ذكر شهود أن معدات ثقيلة تستخدم في الحفر شوهدت أمس وهي في طريقها إلى مناطق الأنفاق الحدودية لتدميرها. وإذ لم يوضح مسؤولون رسميّون الهدف من توجه تلك المعدات إلى رفح، رجَّحت مصادر مصرية أن تكون تلك الآليات ضمن حملة أمنية واسعة كانت السلطات المصرية أعلنت عنها في وقت سابق لتدمير فتحات أنفاق التهريب الحدودية في رفح. وشهدت مدن العريش ورفح والشيخ زويد، وهي مدن رئيسة في محافظة شمال سيناء، وجوداً أمنياً مكثفاً وانتشار دوريات مزودة مدرعات وأسلحة أوتوماتيكية منذ أول من أمس، للتصدي لأي محاولة قد يقوم بها مسلحون أصوليون باستهداف مناطق سكانية أو حواجز ومنشآت أمنية مهمة، عقب ورود معلومات عن عزم جماعة مسلحة تنتمي إلى جماعات أصولية، تنفيذَ عمليات إرهابية في سيناء. وأوضح مسؤولون مصريون، أن القيام بحملات أمنية لاستهداف فتحات أنفاق التهريب إلى قطاع غزة له أسبابه وتداعياته، فأسباب إغلاق فتحات الأنفاق بين مصر وقطاع غزة أمنية وليست اقتصادية، والأسباب الأمنية تفوق بكثير الأسباب الاقتصادية، خصوصاً في ما يُشتبه فيه من تنقل مسلحين ينتمون إلى جماعات أصولية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، خشيةَ قيامهم بأعمال تخريبية من شأنها تعريض حياة المواطنين والمنشآت المهمة للخطر، خصوصاً خلال عطلة عيد الفطر حيث يأتي السكان المحليون والسياح في مجموعات كبيرة من اجل النزهة والاستمتاع بإجازاتهم داخل الحدائق العامة والمنتجعات السياحية والترفيهية. وسيطرت حالة من الخوف والهلع الشديدين على آلاف العاملين بشكل يومي في التهريب عبر الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، عقب ما تردد عن عزم السلطات المصرية شن حملات أمنية بدأ الإعداد والتجهيز لها لتدمير فتحات الأنفاق بالشريط الحدودي. وأكد بعض العاملين في الأنفاق، التي بدأت أخيراً في إدخال مواد البناء إلى غزة، خصوصاً الأسمنت، إلى جانب المواد الغذائية والحياتية، صعوبةَ تدمير جميع الأنفاق، خصوصاً أن كثيراً منها يمر أسفل بنايات مكتظة بالسكان، إذ إن التدمير من شأنه إحداث إصابات بشرية بين سكان المنطقة الحدودية، فضلاً عن إتلاف البنايات التي يقيمون فيها في ظل عدم قيام السلطات المحلية باتخاذ إجراءات إخلاء تلك البنايات من السكان لعدم تعريض حياتهم للخطر، وكذلك غياب خريطة تحدد خط سير النفق لتدميرها بأقل الخسائر الممكنة. في شأن آخر، دخل شبهَ جزيرة سيناء قبل ظهر أمس نحو أربعة آلاف سائح من فلسطينيي ال 48 لقضاء عطلة عيد الفطر في منتجعات جنوبسيناء. وذكر مصدر أمني أن معبر طابا الحدودي مع إسرائيل شهد أمس زحاماً شديداً، لتوافد أعداد كبيرة، بينهم 4 آلاف سائح من فلسطينيي ال 48، لقضاء عطلة عيد الفطر في منتجعات جنوبسيناء، مشيراً إلى أن معبر طابا يشهد حالياً زحاماً شديداً من السياح الإسرائيليين الراغبين في دخول سيناء في ثاني أيام عيد الفطر، وتوقع تضاعف عددهم بنهاية ساعات العمل. ويعود الزحام الشديد داخل المعبر الحدودي إلى الزيادة الكبيرة في أعداد السياح القادمين إلى سيناء عبر طابا، والتي تفوق المعدلات اليومية المعتادة. وعادة ما يفضل السياح من فلسطيني ال 48 قضاء عطلتهم في منطقة الخليج التي تمتد من شرم الشيخ وحتى طابا.