كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية أن أسماء كثير من نزلاء دور الأيتام تعوق اندماجهم في المجتمع، كونها أسماء لا تتوافق مع البيئة السعودية، ولحقتهم نتيجة ولادتهم في فترات كان معظم العاملين في الدور من جنسيات عربية، ما جعل الأيتام يشعرون بالحرج عند نطق أسمائهم سواء في المدارس أم الأماكن العامة. وأشارت وكالة الوزارة في استراتيجيتها الجديدة المعنية بتطوير رعاية الأيتام (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، إلى أن الاسم الأخير واسم العائلة من الأمور التي أثيرت في الاجتماعات مع الأيتام من الجنسين، إذ اتضح أن هذه القضية تعوق اندماجهم في المجتمع، ما دفع الكثير منهم إلى إضافة «أل التعريف» في آخر الاسم، ولجوء بعضهم إلى الانتساب لبعض القبائل لتجنب الإحراج عند السؤال عن عائلاتهم، لافتة إلى أن الأبناء والبنات اشتكوا من وجود اسم الدار التي يعيشون فيها في كثير من الأوراق الرسمية. ولفتت إلى أنها أوصت بمحاولة إيجاد مساكن مستقلة في الأحياء على شكل أسر صغيرة، ما يساعد هذه الفئة على الاندماج في المجتمع، مثل الذهاب للصلاة في مسجد الحي وخلافه، وعقد دورات إرشادية نفسية لهذه الفئة في مراحلهم العمرية المختلفة، بهدف مساعدتهم على تقبل ذواتهم ومعرفة الواقع، ما يساعد على عملية اندماجهم في المجتمع وتحررهم من مشاعر العزلة والخوف، مضيفة أنها شددت على اعتماد نظام الخدمة الذاتية كنظام داخلي وفق أسس ومعايير تناسب المرحلة العمرية للطفل. وأضافت أنها أوصت بضرورة تشجيع العمل للشباب، بالتعاون مع بعض الجهات الخاصة والحكومية، وعقد ورش عمل بطريقة علمية وفعالة لمناقشة القضايا موضوع الدراسة (دمج الحياة الداخلية وخدمة الذات)، إضافة إلى عمل جسر تواصل مع الجامعات السعودية وبالذات المتخصصين فيها، والتحري والتحقق عند اختيار الأسر البديلة، والاهتمام بالتقويم الدوري العلمي، وإنشاء موقع إلكتروني للتعريف بما أنجزته وقدمته السعودية في هذا المجال، مشيرة إلى أن الاستراتيجية حللت الوضع الراهن لأبرز القضايا المرتبطة بالدمج والحياة اليومية، مثل المعرفة بالواقع وهو تعريف الأيتام ذوي الظروف الخاصة بواقعهم، ما يسهل اندماجهم داخل الدار وخارجها. وذكرت أن التوصيات طالبت المدارس بإعداد برامج لتوعية المدرسة والمدرسين والمدرسات، من خلال الدورات التدريبية، بأهمية التعامل مع هذه الفئة وعدم الإشارة الصريحة أو الضمنية إلى ما يشعرهم بالاختلاف عن غيرهم أو يسبب في أي اتجاه سلبي من الطلبة والطالبات، إلى جانب التأكيد على السرية في التعامل مع المشكلات المدرسية أو المتابعة لهم، وتهيئة البيئة المدرسية من خلال زيارات باكرة وتعريف الهيئة التعليمية بخصائصهم، وتقليص الأعداد في المدرسة الواحدة، حتى لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أبناء في المدرسة الواحدة. وأشارت إلى أن الاستراتيجية شددت على ضرورة إلحاق الأيتام في رياض الأطفال خارج الدور وبمجموعات صغيرة منذ سن باكر لمساندتهم على التكيف واكتساب الخبرات الاجتماعية باكراً، والخروج للبرامج المعدة لهم كمجموعات أسرية، وأن تعيش هذه الفئة في مساكن مستقلة تتوزع على الأحياء، ما يساعدهم على الاندماج في الحي الذي يعيشون فيه، وإتاحة الفرصة للمميزين للسفر للخارج، مضيفة أنها أوصت بإتاحة الفرصة للجميع للسفر لبعض المدن الأخرى في المملكة، وإلغاء اسم طالب بخاصة داخل دور التربية سواء أكان كتابياً أم شفوياً، واستخدام اسم الأب فلان أو العم عند مخاطبة المراقبين الذين يقومون بدور الأب.