كشفت وكالة الرعاية الاجتماعية والأسرة في وزارة الشؤون الاجتماعية عن وجود نقص في الأنظمة والبرامج المرتبطة بالأيتام والدور التي يقيمون فيها، ما أدى إلى سلبيات عدة، منها سوء الحال النفسية لدى الأيتام، وصعوبة تكيّفهم مع الواقع الجديد بعد خروجهم من الدار، واصفة آلية العمل داخل بعض الدور ب «العسكرية». وأشارت الوكالة في استراتيجيتها التي أصدرتها أخيراً بعنوان:«استراتيجية تطوير رعاية الايتام... محور الدمج والحياة اليومية» إلى عدم وجود خطة عمل واضحة وأهداف للدور الاجتماعية تسهم في تحقيق الاندماج والمشاركة في الحياة اليومية، ووجود ضعف يمتد إلى العاملين في دور الإيواء، إذ إن بعضهم غير مدرك لحاجات الأيتام وأساليب التعامل معهم داخل الدار، لافتة إلى أن آلية العمل في معظم الدور أقرب إلى العمل العسكري في سياستها الداخلية، إذ توجد غرف نوم جماعية تخلو من الأبواب، وصالة طعام مشتركة، وكذلك بسبب الدراسة الجماعية وتشابه الملابس والأدوات المدرسية وغيرها، ما غيّب عامل الحياة الأسرية داخلها القريبة للحياة الطبيعية والقائمة على التدرّج في الأعمار تحت رعاية أب أو أم بديلين. وأضافت أن طبيعة عمل الدور الإيوائية للأيتام في المملكة تفتقد برامج خدمة الذات، الأمر الذي جعل من بعض الأيتام المقيمين غير معتمدين على أنفسهم حتى في أبسط الأمور، وأن بعض الذكور كانوا يتعمدون الرسوب في الدراسة حتى لا يطوى قيدهم من الدور الإيوائية بعد أن بلغوا سن ال18، مشيرة إلى أن غياب الدور الأسري داخل الكثير من دور الإيواء يسهم في افتقاد المقيمين الخصوصية والانتماء والممارسة الفعلية للحياة الأسرية، إضافة إلى عدم قدرة بعض الأيتام على الصرف المالي المناسب، وكثرة الأعداد داخل الدور الإيوائية، ما يسهم في ضعف القدرة على تنشئتهم دينياً واجتماعياً بالشكل المناسب، وصعوبة إقامة برامج وأنشطة تساعد في تنمية قدراتهم ومواهبهم، وعدم تأهيلهم بشكل جيّد للحياة الخارجية، بما في ذلك تأهيل الجنسين للزواج. ولفتت إلى وجود قصور في بعض الدور الإيوائية تتطلّب المعالجة، يأتي بينها عدم وجود أسوار للفلل، وعدم وجود مجالس للاستقبال تتيح للأيتام استقبال أصدقائهم، وعدم ثبات الكادر الوظيفي العامل مع الأيتام، وسوء اختيار العاملين المناسبين داخل الدور الإيوائية، إضافة إلى عدم إشراك الأيتام في القرارات، إذ يتم فرضها من دون نقاش معهم، وتفعيل جانب العقوبات الجماعية بسبب تصرفات فردية. مطالبة بضرورة إقامة برامج توعوية تستهدف مختلف فئات المجتمع للتعريف بالأيتام وحقوقهم، والتركيز على قدراتهم وإنجازاتهم لتحسين نظرة المجتمع إليهم، والعمل على اتفاقات مع المصانع والشركات لتوظيف الأيتام بعد أن يتم تدريبهم وتأهيلهم. إلى ذلك، أقامت وزارة الشؤون الاجتماعية أول من أمس (الخميس) حفلة إفطار جماعي لنزلاء الدُور والمؤسسات الاجتماعية من الأيتام والمعوقين والمسنين في مجمع الوزارة في محافظة الدرعية، حضرها وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين.