تضاربت المعلومات عن هوية منفذي الهجوم على الجنود المصريين في رفح المصرية الأحد الماضي. ففيما أعلنت مصادر مصرية ان السلطات الأمنية تمكنت من تحديد هوية المنفذين، بينهم بعض المعروفين بانتمائهم الى «جيش الإسلام» في قطاع غزة ارتدى عدد منهم أحزمة ناسفة، نفى تنظيم «مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس» في القطاع مسؤوليته عن الهجوم، فيما رجحت تقديرات إسرائيلية تورط بدو سيناء «الذين يبدون الاكثر قرباً من المنظمات السلفية». وشيعت في القاهرة أمس جثامين الجنود ال16 الذي قتلوا في الهجوم، وسط جدل وانتقادات رافقت غياب الرئيس محمد مرسي عن صلاة الجنازة ومراسم التشييع، ما عزاه مراقبون إلى هجوم لافت من المشيعين على الرئيس وجماعة «الإخوان المسلمين»، فيما بررته مؤسسة الرئاسة برغبة الرئيس في «جعل الجنازة شعبية». وصرح القائم بأعمال الناكق باسم الرئاسة ياسر علي بأن المعلومات المتوافرة عن مرتكبي الهجوم «ليست كاملة أو دقيقة»، رافضاً الجزم بمشاركة فلسطينيين في العملية. إلا ان مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية كشفت ل»الحياة» أن سلطات التحقيق حددت هوية عدد من منفذي الهجوم، مرجحة انتمائهم الى «جيش الإسلام» في غزة. وأضافت ان الهجوم شارك فيه «انتحاريون» يرتدون أحزمة ناسفة، فيما روى أحد الجنود المصابين في الهجوم ان المسلحين نفذوا عملية إعدام في عدد من الجنود للتأكد من مفارقتهم الحياة باطلاق النار على رؤوسهم. في مقابل ذلك، نفى تنظيم «مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس» مسؤوليته عن الهجوم، لافتاً الى ان «بعض وسائل الإعلام رددت الاتهامات لمجلس شورى المجاهدين أو الجماعات الجهادية العاملة ضد اليهود من دون أي دليل بعدما جاءت على لسان الناطق باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي». وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن منفذي العملية هم من بدو سيناء «الذين يبدون الآن الاكثر قرباً من المنظمات السلفية» في مقابل المال والسلاح. ما يحتم، في رأي مصدر أمني إسرائيلي، على الجيش المصري إرسال «وحدات كوماندوز» إلى سيناء لتنفيذ هجمات على البدو في سيناء الذين يتعاونون مع «إرهابيين»، مع إرفاق هذه الخطوات بمحفزات مالية كبيرة كفيلة بتحسين مستوى حياة البدو «ليعودوا وينشغلوا بالسياحة وينبذوا الإرهاب». وأعربت محافل أمنية إسرائيلية عن خشيتها من محاولة «جهات إرهابية» في سيناء «استغلال «ضعف السيطرة المصرية» في شبه الجزيرة لتنفيذ هجمات مسلحة على أهداف جوية أو بحرية إسرائيلية في البحر الاحمر، خصوصاً في حال قام الجيش المصري بحملة ضد هذه الجهات. وفي القاهرة، شيعت جثامين الجنود المصريين ال 16 في غياب الرئيس مرسي، فيما شارك رئيس الوزراء هشام قنديل في صلاة الجنازة في مسجد القوات المسلحة مع رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان وشخصيات عامة. وغاب هو الآخر عن الجنازة العسكرية بعدما رشقه مشيعون بالأحذية وسعوا إلى الاعتداء عليه بعد الصلاة. ورشق مشيعون موكبه بالحجارة، وسط حال من الارتباك الأمني. كما تم الاعتداء أيضا على عدد من رموز التيار الإسلامي وشباب الثورة. كما هتف مئات المشيعين خارج المسجد بهتافات ضد «الإخوان» والرئيس مرسي. وقال القائم بأعمال الناطق باسم الرئاسة إن «مشهد الجنازة كان جللاً وشعبياً ومحتقناً، فآثر الرئيس عدم الحضور واستكمل برنامجه اليومي». وأوضح «أن الرئيس رأى أن حضوره سيشكل عائقاً بين الجماهير والمشاركة، كما أناب المشير طنطاوي عنه لحضور الجنازة». الى ذلن، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني مصري ان السلطات المصرية «بدأت حملة لاغلاق كل الأنفاق التي تستخدم في عمليات التهريب بين مصر وقطاع غزة».