في «اليوم التالي» للهجوم المسلح على الشرطة المصرية في سيناء على الحدود مع إسرائيل وقتل 16 من أفرادها، أعربت محافل أمنية إسرائيلية عن خشيتها من محاولة «جهات إرهابية في سيناء» «استغلال «ضعف السيطرة المصرية» في شبه الجزيرة لتنفيذ هجمات مسلحة على أهداف جوية أو بحرية إسرائيلية في البحر الاحمر، خصوصاً في حال قام الجيش المصري بحملة ضدهم. ودفعت هذه المخاوف بقيادة الجيش الإسرائيلي إلى رفع جهوزية الجيش على طول الحدود مع سيناء، فيما تشير التقديرات الإسرائيلية الى ان منفذي عملية الأحد في الماسورة هم من بدو سيناء «الذين يبدون الآن الاكثر قرباً من المنظمات السلفية» في مقابل المال والسلاح. ونقل موقع إخباري إسرائيلي عن مصدر سياسي كبير، إعرابه عن أمله في «أن يصحو المصريون بعد الصفعة الجدية التي تلقوها ويضعوا حداً لتراجع سيطرتهم على سيناء» بداعي أن الوضع الآن هناك أسوأ بكثير مما كان عليه قبل عام أو اثنين، «علماً بأن الفوضى سائدة هناك منذ عشر سنوات». ولفت المصدر الى أن المصريين استخفّوا بالتحذيرات الإسرائيلية المتتالية من احتمال وقوع هجوم مسلح، «لكن نأمل بأن يفيقوا الآن ويعالجوا الأوضاع في سيناء». وتابع منتقداً «السلطات المصرية بأنها لم تلتفت إلى تردي الأوضاع طالما النيران وُجهت نحو إسرائيل، ونرجو أن يستفيقوا الآن، لأن التحذيرات ما زالت ترد باحتمال تنفيذ هجمات مسلحة». مع ذلك، أشار المصدر إلى أن العلاقات الأمنية بين إسرائيل والقيادة العسكرية المصرية تتواصل على مستوى جيد، لكن إلى الآن لا تعرف إسرائيل كيف سيرد الرئيس المصري محمد مرسي على التطورات في سيناء». وذكّر بزيارتين سريتين قام بهما رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي اللواء نمرود شيفر إلى مصر منذ انتخاب مرسي، جرى خلالهما التركيز على وجوب تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن منفذي عملية الأحد هم من بدو سيناء «الذين يبدون الآن الاكثر قرباً من المنظمات السلفية» في مقابل المال والسلاح، ما يحتم برأي المصدر الأمني الإسرائيلي على الجيش المصري إرسال «وحدات كوماندوز» إلى سيناء لتنفيذ هجمات على البدو في سيناء الذين يتعاونون مع «إرهابيين»، لكن في موازاة إرفاق هذه الخطوات بمحفزات مالية كبيرة كفيلة بتحسين مستوى حياة البدو «ليعودوا وينشغلوا بالسياحة وينبذوا الإرهاب». وأشار المصدر إلى أن الولاياتالمتحدة تمارس هي أيضاً ضغوطاً على مصر لوضع حد للفوضى في سيناء. من جهة أخرى، نقلت صحيفة «معاريف» عن جهات أمنية إسرائيلية مخاوفها من أن تتمثل المرحلة المقبلة من الإرهاب من سيناء هجمات على طائرات أو سفن إسرائيلية في البحر الأحمر. وأضافت أن المخابرات الإسرائيلية تقدّر بأن «التجمعات الإرهابية» في سيناء لا تنشط كوحدة واحدة، إنما منظمات مختلفة، «ما يصعب علينا تشخيص التهديدات، ورغم أن هذه الخلايا غير المنظمة تستلهم نشاطها من الجهاد العالمي لكنها ليست منتمية إليه». وأضافت الصحيفة أن الرسائل الإسرائيلية إلى مصر في الفترة الأخيرة، خصوصاً في اليومين الماضيين، أكدت أن لحركة «حماس» ضلعاً في الهجوم المسلح الأحد الماضي، «لأنه لو أرادت حماس، فإنها تعرف كيف تفرض نفوذها وتقمع المنظمات المارقة في غزة. إنها لا تقوم بذلك لأنها تستخدم هذه المنظمات أداة في شكل غير مباشر لتوجيه هجمات ضد إسرائيل من سيناء». واتفقت تعليقات صحافية على أن نجاح الجيش الإسرائيلي في إحباط توغل المسلحين إلى إسرائيل هو بمثابة «إرجاء كارثة»، وانه من أجل منع وقوعها في المستقبل فإن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على النظام المصري للقيام بالمطلوب منه إنما هي بحاجة إلى «استخبارات نوعية» وإلى كثير من اليقظة والحظ «لتردع الإرهابيين الذين يتحينون الفرصة للهجوم عليها».