قتل 13 عنصرا من حرس الحدود المصريين على الأقل في هجوم استهدف، نحو الساعة الثامنة من مساء الأحد، حاجزا أمنيا بين مصر وفلسطينالمحتلة وعلى مسافة غير بعيدة من معبر كرم أبو سالم الحدوي، ودعا الرئيس المصري محمد مرسي، المجلس العسكري، إلى إجتماع طارئ لمتابعة الوضع في سيناء وكيفية الرد على القتلة. وأعلن مسؤول امني ان اشخاصا يرتدون زي البدو في سيناء وصلوا في سيارتين واطلقوا النار على الحاجز فسقط ما بين 13 إلى 15 قتيلا و7 جرحى واستولى المهاجمون على آلية مصفحة لحرس الحدود. وذكرت مصادر وزارة الصحة أن القتلى 15 شخصا. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط إن مسلحين مجهولين هاجموا الحاجز الأمني الذي يقع في منطقة الماسورة في سيناء وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن المصرية. وشوهد ملثمون مسلحون يفرون بسيارات دفع رباعي عليها مدافع من نوع ‹›جرانوف››. ونقلت مصادر اعلامية عن شهود عيان أن طائرات حربية اسرائيلية اخترقت الأجواء المصرية في طلعات استطلاع فوق منطقة الهجوم. وقال مصدر أمني إن ‹›اللافت للنظر أن معبر كرم أبو سالم تعرض أيضا لقذائف أطلقت من منطقة جحر الديك» التي تنشط فيها أولوية الناصر صلاح الدين في قطاع غزة. كما تم تفجير عدد من مركبات الدوريات الاسرائيلية. وحسب رواية أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي فإن ‹›مسلحين مجهولين استولوا على مدرعتين تابعتين للجيش المصري في موقع يقع قرب الحدود المصرية الاسرائيلية قبل ان يقوموا باقتحام الحدود في محاولة لاستهداف موقع للجيش الاسرائيلي يقع قرب معبر كرم ابو سالم››. وأضاف أدرعي ‹› قامت طائرات تابعة لسلاح الجو باستهدافهما وقتل من فيهما، ويقوم الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط واسعة في المنطقة. وقالت وسائل اعلام إن القوات المسلحة أعلنت حالة الطوارئ في سيناء وخاصة بمنطقة رفح لسرعة القبض على القتلة وأنه تم نشر العديد من الكمائن خلال عمليات تمشيط المنطقة. وأفادت مصادر أمنية وشهود عيان أن مسلحين بالأسلحة النارية وقذائف ال «آر بي جي» والقنابل قاموا بالاستيلاء على مدرعة للجيش ثم شنوا هجوما على نقطتين تابعتين لقوات الجيش المصري قرب العلامة الدولية رقم 6 جنوب معبري رفح وكرم أبو سالم. وادعت اسرائيل على لسان وزير الحرب إيهود باراك أن هذا الهجوم يظهر الحاجة إلى تحرك صارم لفرض السيطرة على سيناء . وقال إن منطقة سيناء تحتاج إلى جهود أمنية مكثفة لاعادة الهدوء و الاستقرار لها من جديد. ودعا الرئيس المصري محمد مرسي، المجلس العسكري، إلى اجتماع طارئ لمتابعة الوضع في سيناء وكيفية الرد على القتلة.ونقل موقع «مصراوي» الإلكتروني عن مصدر قبلي في سيناء استنكاره لهذا الهجوم متهما اسرائيل بالتورط فيه. وقال سعيد مناع أحد مشايخ سيناء إن موجة من الطائرات يُطلق عليها ‹›الزنانة›› قامت بتمشيط المكان قبل الحادث بساعات معدودة، مضيفا أن ما يؤكد اعتقادهم أيضا أن إسرائيل حذرت رعايها بالأمس من التواجد في المنطقة. وأكد بصفته شاهد عيان أنه قد تم سرقة مدرعة من النوع ‹›فهد›› من نقطة الجيش، واتجهت نحو الحدود مع فلسطينالمحتلة، إلا أن اسرائيل قامت بتوجيه ضربات لها، مؤكدا أن رد فعل إسرائيل السريع قبل وصول المدرعة للحدود، وعلمها بخط سير المدرعة يثير شبهات حولها. وأكد أن بدو سيناء يعيشون حالة من الحزن بسبب الحادث، وبسبب اتهام مصادر لعدد من أبنائهم بالاشتراك في الهجوم، وهو ما نفوه بشكل قاطع. وأكد جيش الاحتلال الاسرائيلي أن طيرانها الحربي دمر مساء الاحد آلية مدرعة على متنها مجموعة مسلحة بعدما تمكنت من دخول فلسطينالمحتلة من مصر قرب معبر كرم ابو سالم. وذكرت اذاعة اسرائيل أن مروحية اسرائيلية هاجمت الآلية المدرعة ما ادى الى مقتل «ثلاثة ارهابيين» كانوا على متنها. وتواجه مصر العديد من المشاكل الامنية وخصوصا في شبه جزيرة سيناء حيث تعيش قبائل بدوية مسلحة وحيث تكثر عمليات التهريب وخصوصا مع قطاع غزة. وقد أهملت السلطات المصرية في عهد حسني مبارك شبه جزيرة سيناء من الخدمات طوال عقود ما جعلها بيئة مشجعة لعمليات التهريب وانتشار السلاح. وكانت اسرائيل اعربت عن الامل في ان تعيد السلطات المصرية بسط سيطرتها سريعا على شبه جزيرة سيناء بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك وفي نفس الوقت تقوم بتسريع وتيرة بناء السياج الالكتروني على طول 250 كلم من الحدود الفلسطينية مع مصر. وفي شمال سيناء، تعرض الانبوب الذي يزود الاردن واسرائيل بالغاز المصري لخمسة عشر هجوما خلال عام وقام بدو سيناء بخطف العديد من السياح قبل ان يفرجوا عنهم جميعا. والشهر الفائت، قتل مسلحون مجندين اثنين في الجيش المصري في شمال سيناء. وكان الجيش المصري ارسل العام الماضي قوات اضافية لملاحقة مسلحين، بعد اتفاق مع اسرائيل التي ابرمت مصر معها معاهدة سلام في العام 1979 تضع قيودا على انتشار الجيش المصري في سيناء. ويعتقد ان مسلحين مقيمين في سيناء كانوا وراء هجمات عدة بالصواريخ على اسرائيل التي تتهمهم كذلك بانهم عبروا الحدود المصرية العام الماضي وقتلوا تسعة اسرائيليين. ودعت اسرائيل رعاياها الخميس الى مغادرة شبه جزيرة سيناء المصرية «فورا» اثر تلقيها معلومات عن هجمات مسلحة يجري تحضيرها ضدهم. وذكرت مصادر الشرطة المصرية عبر الإنترنت أن الفريق سامي عنان، قائد قوات الجيش، أمر بالتعامل المباشر مع القتلة حتى لو كانوا عناصر فلسطينية أو اسرائيلية، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تشارك فى العمليات بطائرات أف 16 لكشف الجبال، وأن قوات حرس الحدود تشارك رجال الأمن المركزي. وأعلنت وزارة الصحة والسكان ان عدد الوفيات في حادث إطلاق النار في رفح بسيناء قد أسفر عن وقوع 15 حالة وفاة واصابة 7 اخرين. وصرح الدكتور احمد الانصارى نائب رئيس هيئة إسعاف مصر مساء الأحد بأنه تم نقل المصابين الى مستشفى العريش العام , وإصابتهم كانت ما بين طلق ناري بالرأس والصدر والذراع , حيث قامت الفرق الطبية بالمستشفى فور دخولهم بعمل الفحوصات والاشعات والتحاليل اللازمة لهم وتقديم الإسعافات , وحالتهم شبه مستقرة.