سادت حالة استياء في أوساط النظام السوري من مقتل قائد الدفاع الجوي ضابط رفيع المستوى في ريف دمشق بلغم زرعه مقاتلو المعارضة، بالتزامن مع إجراء تغييرات في القيادات الميدانية لوقف «اختراقات» مقاتلي المعارضة في وسط البلاد وتقدم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الشمال الشرقي، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن وحدة خاصة قامت الصيف الماضي بمحاولة لتحرير رهائن لدى «داعش» في سورية لكنها فشلت وانسحبت. ولم يعرف ما إذا تحملت خسائر (للمزيد). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تسود حالة من الاستياء في إدارة الدفاع الجوي بعد مقتل رئيس أركان إدارة الدفاع الجوي اللواء عدنان عمران وعميد آخر في الإدارة وعنصرين من مرافقتهما، جراء انفجار لغم بهم في المنطقة الواقعة بين بلدتي المليحة وزبدين خلال جولة تفقدية للمنطقة كانت ترمي إلى رفع معنويات جنود قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة»، بعد استعادة قوات النظام مدعومة بعناصر «حزب الله» المليحة منتصف الشهر الجاري. وكان قائد القوات الجوية اللواء حسين إسحاق قتل في الغوطة الشرقية قبل فترة. تزامن ذلك مع أنباء عن إجراء تغييرات في القيادات العسكرية لقوات النظام. وأفاد موقع «زمان الوصل» أن اللواء محمد خضور تسلم قيادة المنطقة الشرقية خلفاً للعميد عصام زهر الدين بعد خسارة قوات النظام «الفرقة 17» و «اللواء 93» في الرقة مع استمرار المواجهات مع مقاتلي «داعش» في مطار الطبقة آخر معاقل قوات النظام في الرقة. وأوضح «المرصد» أمس أن «داعش» استهدف «قوات النظام في المطار، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي ست غارات على محيط المطار». وكان خضور تعرض لانتقادات من موالين للنظام بسبب خسارات قوات النظام أمام «الجيش الحر» في حلب شمالاً ما أدى إلى تسلم العقيد سهيل الحسن الملقب ب «النمر» قيادة منطقة حلب بدلاً من خضور. وشن الحسن حملة «البراميل المتفجرة» على حلب ما أسفر عن تقدم لقوات النظام في نقاط مهمة. وقال «زمان الوصل» أمس، بأن «النمر»، الذي وضعه الاتحاد الأوروبي على القائمة السوداء قبل أسبوعين، نُقل أمس إلى قيادة المنطقة الوسطى ل «وقف تقدم الجيش الحر» في ريف حماة وسط البلاد. إلى ذلك، قال «المرصد» إن النزاع السوري الذي بدأ كحركة احتجاجية سلمية في منتصف آذار (مارس) 2011 تم قمعها بالعنف قبل أن تتحول إلى صراع مسلح أدى إلى مقتل أكثر من 180 ألف شخص، أي بزيادة عشرة آلاف شخص عن آخر إحصائية في الشهر الماضي. في واشنطن، كشفت وزارة الدفاع الأميركية أن قوات «كومندوس» نفذت بداية الصيف عملية في سورية لإنقاذ رهائن أميركيين يحتجزهم تنظيم «داعش» بينهم الصحافي جيمس فولي، لكنها فشلت، لافتة إلى أنه «تم قتل عدد من مقاتلي داعش». وقالت في بيان إن فشل العملية مرده إلى أن الرهائن «لم يكونوا موجودين في المكان المحدد». في باريس، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأن فرنسا سلمت قبل أشهر أسلحة لمقاتلين في المعارضة السورية. وقال هولاند خلال زيارة لجزيرة لا ريونيون إن هذه الأسلحة سلمت «قبل أشهر عندما كان مقاتلون للمعارضة السورية يواجهون في وقت واحد جيوش الديكتاتور بشار الأسد وممارسات المجموعة الإرهابية التي تسمى الدولة الإسلامية». وصرح للصحافيين: «لم يكن في وسعنا أن نترك السوريين الوحيدين الذين يمهدون للديموقراطية (...) من دون أسلحة». وأضاف: «اليوم ما يحصل في سورية فظيع. فمن جهة يواصل نظام بشار الأسد عمليات القصف والتنكيل (ومن جهة أخرى) الدولة الإسلامية وبينهما أولئك الذين كان يفترض أن يحضروا للمستقبل ووجدوا أنفسهم بين فكي كماشة». وتابع: «بالتالي لا يمكننا وقف الدعم الذي قدمناه لهؤلاء المعارضين الذين يشاركون وحدهم في إرساء الديموقراطية». وأضاف أن فرنسا «لا يمكنها القيام بذلك وحدها» بل «يجب القيام بذلك بالتعاون مع أوروبا والأميركيين». ودانت دائرة العلاقات الإعلامية في «حزب الله» اللبناني امس «الجريمة الوحشية التي ارتكبتها عصابات الإجرام والإرهاب» بقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي. ورأت أن «دعم هذه الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح وتقديم الحماية السياسية والإعلامية لها، والصمت المريب عن جرائمها الفظيعة في سورية والعراق وسواهما، كان السبب الرئيسي وراء هذه الأعمال المروّعة التي تطال الجميع من دون استثناء أو تمييز».