في أول عملية من نوعها منذ بدء الأزمة السورية، كشفت وزراة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان قوات «كومندوس» نفذت بداية الصيف عملية في سورية لإنقاذ رهائن أميركيين يحتجزهم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بينهم الصحافي جيمس فولي، لكنها فشلت، لافتة الى أنه «تم قتل عدد من مقاتلي داعش». وفي إعلان يهدف إلى التخفيف من مسؤولية إدارة الرئيس باراك أوباما عن مقتل فولي أو مصير الرهائن المتبقين، كشفت وزارة الدفاع ليل الأربعاء - الخميس في بيان عن العملية من دون ان تحدد فيه هويات الرهائن الذين كانت العملية تستهدف اطلاق سراحهم ولا عددهم، قائلة ان فشل العملية مرده الى ان الرهائن «لم يكونوا موجودين في المكان المحدد». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه لدى وصول الوحدات الخاصة الى المكان «في مكان بعيد في سورية وفي عملية معقدة» لم يكن الرهائن هناك. ووفق الصحيفة، جرى «تبادل اطلاق النار بين قوات الكوماندس والمسلحين ما أدى الى جرح أميركي عندما تعرضت الطائرة لإطلاق النار». وشارك في العملية عشرات العناصر، ولم يحدد المسؤولون مكانها سوى القول إنها جرت منذ أسابيع. ولو كانت المنطقة مأهولة لكنتم عرفتم بها». وأضاف المسؤول: "أوقعنا عدداً لا بأس به من الضحايا في صفوف داعش. ببساطة لا نعرف لماذا لم يكن الرهائن هناك». من جهة أخرى، ورغم تأكيد الخارجية الأميركية أن المهمة العسكرية الأميركية التي وصلت إلى 84 ضربة جوية ستنحصر في العراق «بهدف تحجيم قدرات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، أطلقت عملية قتل فولي جدلاً داخل الولاياتالمتحدة حول إمكانية توسيع رقعة الضربات لتشمل سورية. ودعا السفير السابق لدى العراق وأفغانستان وسورية رايان كروكر إلى تحرك أوباما باتجاه سورية، متسائلاً في حديث إلى الإذاعة الوطنية: «داعش لا يحترم الحدود فلم علينا ذلك؟». وقال المسؤول السابق والخبير في مكافحة الإرهاب في معهد بروكينغز دانيال بايمان ل «الحياة» إنه سيكون «من الصعب جداً توجيه ضربات قاضية لداعش من دون التعاطي مع المشكلة في سورية». واعتبر بايمان ان التنظيم «لديه القدرة على الاستقطاب والتدريب وتنظيم صفوفه في سورية، ولقيادتها ملاذات آمنة هناك لإعادة ترتيب الصفوف في حال واجهوا خسائر في العراق». ورجّحت الخارجية الأميركية ليل الأربعاء - الخميس وجود ما لا يقل عن 12 ألف مقاتل أجنبي في العراق وسورية، فيما تحدّث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن تطويع «داعش ستة آلاف عنصر فقط الشهر الماضي. ويقول بايمان إن «داعش» في سورية يستفيد من عوامل عدة غير موجودة في العراق بينها «توافق ضمني أحياناً لعدم التواجه مع النظام السوري، والنزاع الدموي الذي ليس له أي حل في الأفق فيما يساعد تنحي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في لم شمل العراقيين». مع ذلك لا يتوقّع الخبير والذي شارك في لجنة اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2011 لرفع توصيات الى البيت الأبيض، ان يتحرك اوباما باتجاه سورية. ويقول بايمان: «لا أرى ضربات جوية في سورية. إدارة اوباما كانت مترددة في دخول النزاع قبلاً وهي أكثر تردداً في توسيع الحملة». ويتوقع الخبير مرحلة طويلة في مواجهة «داعش» كونها «متجذرة في العراق وسورية». ودانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف النظام السوري و «داعش»، معتبرة في ذكرى السنة على مجزرة الغوطة بالسلاح الكيماوي أن «النظام وداعش برهنا على أنهم أشرار».