سر أية طبخة شهية «تتبيلتها وبهاراتها»، ذلك ما يمكن استنتاجه من خلال رائحة ومذاق طبق ما، وهو ما يمكن لفوزية جاسم الدوسري اختصاره، من خلال سر اهتمام عميلاتها بما تنتجه من خلطات بهارات متنوعة، تربط عبق الماضي بروح الحاضر، فازداد الطلب عليها قبل حلول رمضان بشهرين بحسب حديثها. أما ماذا تصنع من خلال مطبخها المنزلي الصغير، فأضافت «بهاراتي وخلطاتي سرها في عشقي للطهي المميز، ولتقديم أطباق بمذاق ساحر على اختلاف مايُقدم من أصناف»، وعن أنواع الخلطات التي تقدمها، قالت: «أقدم خمس خلطات من البهارات للبرياني والسمبوسة وخلطة تجمع البرياني بالسمبوسة وخلطة مخصصة للكبسات وخلطة كشنة تحمّر مع البصل لتتبيلة الدجاج، وأطلقت عليها خلطة فاجي، كذلك خلطات مخصصة للبيتزا». فوزية أم ، تقدر الروح في نجاح العمل، فتقول: «أتمتع بروح رياضية، عشقت هوايتي، فحولتها تدريجياً إلى مهنة شيّقة، أطلع على ما يدور في التلفاز، وأقرأ الصحف بحثاً عما هو جديد في عالم الطهي والبهارات، حتى في الأصناف الإيطالية والإسبانية، التي تتمتع بمذاق حلو ولذيذ». تحدثت فوزية عن آلية عملها التي اعتادت جلب مواد خامها من الرياض، قائلة: «إني أُصفّي البهارات من الشوائب، وأنظفها جيداً، ومن ثم أقوم بحمصها في الفرن، زبوناتي لمسن نظافة عملي، الأمر الذي زرع ثقة كبيرة بيني وبينهن، البعض منهن عميلات قديمات والبعض الآخر تعرفت عليهن من خلال دورة أقمتها أخيراً، تتعلق بخلطات البهارات، وسرها الذي يربط الحاضر بالقادم». وبدأت شهرة خلطات فوزية التي تخرجت من الثانوية عام 94 تحت اسم «جذر وملاس»، وعن سبب اختيارها للاسم، كشفت أنه يشبه الحقبة الزمنية التي عاشتها، «تربيت وسط عائلة بحارة، يعشقون البحر»، وتبيع الكيلو من البهارات ب«50 ريالاً»، وتطمح ل«دعم الحكومة في إنشاء مصنع للبهارات» من خلاله، لتصبح سيدة أعمال. وتعيش في مناطق سعودية مختلفة سيدات يعشن على الكفاف، يحاولن انتزاع قوت أبنائهن، وإدارة شؤون حياتهن بواسطة «جهد المقل»، الذي يقدمنه عبر «بسطات» أو منتجات منزلية، ساعدتهن التقنية الحديثة على تسويقها. وفي حين أنشأت الدولة صناديق استثمارية عدة، لمساندة هذه الفئات من المجتمع، لا يزال العديد منهن يعانين من البيروقراطية الإدارية، التي تحد من أعداد المستفيدات من القروض والإعانات المقررة لذوي الظروف الصعبة من المجتمع، والباحثين عن فرص للاعتماد على الذات. البهارات تشهد رواجاً أشد في رمضان لتنوع أكلاته.