انطلقت ظاهرة «أقفال الحب» من جسر الفنون في باريس عام 2008 وباتت تمتد على طول نهر السين وتطاول كل الجسور التي يمكن التعليق عليها، وصولاً إلى جسر ليوبولد سيدار سنكور الضيق قبالة متحف أورسي وجسر سيمون دو بوفوار الضيق قبالة مكتبة فرنسوا ميتران. عن بعد، يبدو جسر الفنون مذهباً كلياً وحاجزه الفولاذي الأخضر مكسواً بأقفال مصنوعة من مادة السفير ومحفورة عليها الأحرف الأولى لأسماء العشاق الذين يتعهدون للشريك بالحب الأبدي. والأمر كذلك عند جسر الأسقفية (ارشوفيشيه) الذي تبدل لونه أيضاً. وقد علق بعضهم قصاصة قماش من طرحة العرس مرفقة أحياناً برسوم غرافيتي. ولا يزال أصل هذه الأقفال ورسالة الحب الأبدي التي تنشرها غامضاً. ويقول سياح إيطاليون إن الظاهرة عائدة إلى رواية عاطفية إيطالية بعنوان «أريدك» لفيديريكو موتشيا يعلق فيها البطل والبطلة قفلاً مع اسميهما على مصباح جسر ميلفيو قرب روما ويتبادلان قبلة ويرميان المفتاح في مياه النهر. لكنّ سائحاً روسياً يقول إن الظاهرة تعود إلى منتصف العقد الفائت في روسيا ربما، لكنها لم تلفت الانتباه إلا بعدما تسارعت بعد عام 2010. وفي عام 2010، فكرت بلدية باريس في إزالة هذه الأقفال «للمحافظة على التراث». وعلى رغم نفيها ذلك يشتبه في أنها رفعت بعضها. وفي عام 2012 تغيرت اللهجة بعدما صارت الظاهرة عالمية وتطاول مدناً مثل موسكو وبرلين وبروكسيل وكييف وفيلنيوس وفلورنسا وفيرونا وروما والبندقية وشنغهاي ومراكش وبراغ... ويقول أحد ممثلي البلدية: «سنجعل هذه الظاهرة تستمر وننظر إلى الأمر بتعاطف وهو لا يطرح لنا أي مشكلة. الناس يحبون ذلك ويتحدثون بالأمر في ما بينهم، وهم يروّجون بذلك لمدينة باريس».