يسعى حماة البيئة في باريس هذه الأيام إلى إقناع البلدية بضرورة إيجاد طريقة ناجعة لحماية جسور نهر السين الكثيرة ومياهه من أقفال الحب ومفاتيحه، وإذا كانت عملية تعليق هذه الأقفال في جسور النهر الذي يشق باريس حديثة العهد،فإن الظاهرة قديمة، فمدينة روما على سبيل المثال تعرف هذا التقليد منذ فترة طويلة من خلال الأقفال التي كان العشاق يضعونها على بوابة حديدية تابعة لكنسية ثم يرمون بمفاتيحها في نافورة تريفي القريبة منها، ويسعى العشاق وبخاصة الذين يزورون هذه المدن بمناسبة شهر العسل إلى التعبير من خلال التقليد المذكور على رغبتهم في أن يظل الحب بينهم لفترة طويلة وفي أن تفشل كل المساعي الرامية إلى كسره. وقد نقل التقليد في السنوات الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية، ولكنه نما على جسورها على نحو أصبح يزعج بشكل خاص حماة البيئة، فهؤلاء يعتبرون أن تزايد أعداد أقفال الحب المعلقة في جسور باريس الواقع على ضفتي نهر السين والرمي بمفاتيحها في النهر أمر من شأنه تشويه معالم هذه الجسور التي أدرجت كلها في قائمة المعالم الأثرية الباريسية، زد على ذلك أن إلقاء المفاتيح المعدنية في مياه السين بعد إغلاق أقفال الحب من شأنه تلويث مياه النهر وبيئته. و قد لوحظ في العاصمة الفرنسية -على غرار ما يحصل في أغلب المدن التي انتشرفيها هذا التقليد قبلها- أن باعة الكستناء والبطاقات البريدية قرب جسور نهر السين أصبحوا يضعون إلى جانبها أقفالا معدنية. ويقولون إنهم يكسبون من وراء بيع السياح هذه الأقفال أكثر مما يكسبونه من البطاقات البريدية. وتفكر بلدية باريس في انتشال الأقفال التي وضعت في جسور باريس ووضعها في أشجار معدنية على غرار تلك التي زرعت منذ عام ألفين وخمسة في موسكو، ولكن حماة البيئية في العاصمة الفرنسية يقترحون اليوم صنع أقفال حب ومفاتيحها من مواد لاتلحق ضررا بالبيئة أو تعويضها ببطاقات بريدية تهدى العشاق أو تباع لهم وتكتب فيها أجمل النصوص الشعرية التي نظمت في الحب من قبل شعراء عرفوا باريس أو تغنوا بها.