أ ف ب، رويترز - طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قامت بزيارة قصيرة لجوبا امس، دولتي جنوب السودان والسودان بالقبول ب «تسويات» لحل الخلافات التي وتّرت العلاقات بينهما منذ تقسيم السودان وأدت بهما إلى شفير الحرب. وقالت كلينتون، في مؤتمر صحافي مع نظيرها الجنوب سوداني نيال دينغ نيال: «من الملح أن يبذل جنوب السودان والسودان أقصى الجهود وأن يتوصلا في أقرب فرصة الى اتفاقات حول كل المسائل العالقة». وأضافت أن «على البلدين التوصل الى تسويات للخلافات المستمرة بينهما»، في اشارة الى المسائل العالقة منذ استقلال جنوب السودان في 9 تموز (يوليو) 2011. وتابعت «مع أن جنوب السودان والسودان باتا دولتين منفصلتين إلا أن مصيرهما مرتبط بشكل وثيق. ووعود الازدهار ترتكز إلى افاق السلام». وكانت كلينتون وصلت صباحا الى جوبا في زيارة قصيرة ضمن جولة في افريقيا تشمل سبع دول. والتقت كلينتون، وهي أرفع مسؤول أميركي يتوجه الى جنوب السودان منذ الاستقلال، الرئيس سلفاكير ميارديت ووزير خارجيته. وقالت كلينتون، بعدما التقت سلفاكير لأكثر من ساعة في مكتبه: «هذه لحظة حساسة... نحن الآن بحاجة إلى جعل هذه الموارد (النفطية) تتدفق مجدداً». وتابعت ان «نسبة من شيء ما أفضل من نسبة من لا شيء»، مشيرة إلى أهمية التوصل لاتفاق بشأن النفط. وقال دينغ نيال إن جوبا قدمت «عرضاً سخياً» للسودان بدفع رسوم أكبر مقابل نقل النفط ومبلغ 3.2 بليون دولار لتعويضها عن النفط المفقود. وأضاف: «نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي مع القيادة الأميركية من إقناع جمهورية السودان بقبول هذا». ومن المسائل التي لا تزال تسبب توتراً في العلاقات بين جوباوالخرطوم، وتهدد بالانتقال الى نزاع مفتوح، ترسيم الحدود المشتركة ووضع المناطق المتنازع عليها وتقاسم الثروة النفطية التي كان يملكها السودان قبل التقسيم. ويتبادل البلدان الاتهام أيضاً بدعم مجموعات متمردة على اراضي الآخر. وكان مجلس الأمن أصدر قراراً في أيار (مايو) أمهل فيه الدولتين حتى أول من أمس الخميس لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات عليهما، ولكن أمام الدولتين مهلة اضافية لتسوية خلافاتهما، بحسب ما قال ديبلوماسيون. ودعت كلينتون جوبا إلى التوصل الى «اتفاق موقت» مع الخرطوم حول النفط من اجل استئناف انتاجه في الجنوب، والمتوقف منذ كانون الثاني (يناير). وتسيطر جوبا على ثلاثة ارباع احتياطي النفط في السودان قبل التقسيم إلا أنها بحاجة لانابيب النفط التي تمر عبر السودان لتصدير نفطها، وقد اوقفت انتاج النفط منذ كانون الثاني تعبيرا عن استيائها بسبب خلاف مع الخرطوم حول مبالغ حقوق العبور. وحرم وقف صادرات النفط هذه الدولة من 98 في المئة من عائداتها وأدى الى تزايد التضخم كما انه زاد من تدهور الوضع الاقتصادي السيء أصلاً في الشمال. وقالت كلينتون لنظيرها نيال: «اثبتم وجهة نظركم حول حقوقكم ومواردكم بطريقة قوية وغير قابلة للجدل»، لكن «لا بد من استئناف ضخ هذه الموارد لتتمكنوا من الافادة منها». وتابعت: «برأينا أن اتفاقا موقتاً مع السودان حول انتاج النفط ونقل ما يمكن منه يتيح تأمين حاجات السكان في جنوب السودان على المدى القصير، وايضا يزودكم بسبل البحث عن حلول على المدى البعيد»، ومن بينهما اقامة خط انابيب جديد للنفط. واضافت كلينتون ان المساعدات الاميركية ستستمر «لكن المساعدة لا تشكل بديلا»، وذلك في الوقت الذي دعت فيه جوبا حلفاءها الى تقديم قروض للتعويض عن النقص في عائدات النفط.