أعلنت وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أن السلطات الأمنية اعتقلت أخيراً أكثر من 53 شاباً بتهمة التورط مع تنظيم «داعش»، فيما أكد نائب كردي أن إحصاءات غير رسمية تشير إلى قتل 50 شاباً من أصل 400 التحقوا بالتنظيم منذ تشكيله في سورية. وأوردت قناة «روداو» الناطقة بالكردية والمقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجرفان بارزاني أمس، أن هناك سبعة من قتلى «داعش» في معارك سد الموصل التي جرت خلال الأيام الماضية، من سكان إقليم كردستان، ستة منهم من منطقة «كرميان» التابعة الى محافظة السليمانية، وأميرهم من منطقة «بادينان» في دهوك. وكانت وسائل إعلام كردية ذكرت أن السلطات الأمنية اعتقلت 20 شاباً من قضاء حلبجة التابع الى محافظة السليمانية بتهمة الارتباط ب «داعش»، سبقتها تقارير أشارت إلى تسجيل أسر كردية شكاوى لدى السلطات ذات العلاقة باختفاء أبنائها، وسط مخاوف من أن يكونوا قد التحقوا بالتنظيم المتشدد. وقال الناطق باسم وزارة الأوقاف مريوان نقشبندي ل «الحياة»، إن «ما أشير إلى اعتقال 20 شاباً من سكان حلبجة حصراً يحمل في طياته مقاصد لا نعرف سببها ونعتبره إجحافاً بتكرار ذكر حلبجة التي يقاتل نحو 3000 من أبنائها ضد تنظيم داعش، فالاعتقالات شملت عموم محافظة السليمانية وليس في حلبجة فقط». وأضاف «منذ سقوط الموصل وإلى الآن تم اعتقال 53 شاباً للاشتباه في تورطهم مع داعش، وأعمارهم تراوح بين 14 و25 عاماً، كما تم اعتقال أكثر من عشرة آخرين في حدود محافظة أربيل، بتهمة ممارسة نشاط مرتبط بداعش، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الاتصال بأقرباء سبق والتحق أبنائهم بالتنظيم، والتحقيق جار معهم». وأضاف: «قبل عدة أسابيع وردتنا معلومات عن اختفاء شبان يصل عددهم إلى 12، بعضهم كانوا طلاب مدارس دينية رسمية، وبطلب من أسرهم قمنا بمتابعة قضاياهم مع السلطات الأمنية، ولا نملك معلومات عن محل إقامتهم، بعضهم كان اتصل بأسرته عبر الهاتف النقال وبواسطة شبكة اتصال محلية»، وزاد: «بعد سقوط الموصل وانتشار مسلحي داعش على طول حدود الإقليم، صدرت تصريحات عن مدير جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية لاهور شيخ جنكي، أشار فيها إلى أن عدد الملتحقين بداعش يتجاوز ال400 شاب، وأعتقد أن الرقم مبالغ به، ولكن المؤكد أن هناك العديد من الملتحقين، فقد سجلت حالات عندما كان داعش في سورية على رغم الصعوبات وبعد المسافة، فكيف أن يكون التنظيم قريباً إلى هذا الحد»، وأردف أن «مواطناً كردياً وزوجته، وهما من منطقة جومان التابعة لأربيل، كانا التحقا بداعش، وقد هددني مرات بشكل علني بقطع رأسي في حال دخول داعش إلى أربيل، ولدي الأدلة القطعية عبر ال»فايسبوك» والاتصالات الهاتفية، ومعروف باسم أبو سراي الكردي واسمه الحقيقي فرهاد، هذا الموقف ناجم عن كوني قدت حملة مع رجال الدين لمحاربة فكر داعش، حتى أن بعضهم حمل السلاح وألقى خطبا ضد نهج التنظيم». وكان «داعش» نشر شريط فيديو يظهر فيه شاب ملثم يلقي خطاباً بالكردية، ويحيط به مسلحون، هدد باحتلال الإقليم، وتشير التقارير إلى أن أحد أهم خمسة قادة ل «داعش» في الموصل كردي، ونقلت صحيفة «هاولاتي» عن مواطن قوله إن شقيقه، وهو رجل دين (26 عاماً) مع زوجته وطفله، التحقوا ب «داعش» مع خمسة آخرين. إلى ذلك، قال عضو لجنة الداخلية والأمن في البرلمان الكردي أبو بكر هلدني ل «الحياة»: «قبل أسبوع زرنا قائمقام حلبجة، وأكد لنا أن هناك 18 شاباً من القضاء التحقوا بداعش، وقتل منهم نحو 12 شاباً، وتم اعتقال آخرين بتهمة التعاطف والاتصال مع التنظيم، وبحسب بعض الأرقام التي كشفت عنها وزارة الداخلية، فإن المئات التحقوا، ولدينا معلومات عن نسبهم، وعلينا متابعة الجهة التي تساعدهم وآلية التحاقهم، كما أن بعض الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى التحاق 400 شاب إلى الآن، قتل منهم أكثر من 50». ودعا هلدني إلى «عدم استغلال الحملة للهجوم على الإسلاميين المعتدلين والمتعاطفين معهم، ويجب أن تتم من خلال القانون والعدالة، وعلى الجهات ذات العلاقة من رجال دين وأحزاب إسلامية نشر ثقافة التسامح والتعايش وحب الوطن وتجنب النتائج الكارثية للفكر المتشدد، ونحن بصدد العمل في هذا الإطار»، مشيراً إلى أن «التشدد هو لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية، وعليه يجب توفير فرص عمل ورفع المستوى المعيشي، ناهيك عن القضاء على البيئة الاجتماعية الضيقة، ورسم سياسة إعلامية فعالة للتوعية، باعتبار أن المرجعية الفكرية لداعش تسيء إلى الإسلام، ويجب ضرب إعلام التنظيم الذي ضخم من قدراتها».