تدخّل مجلس السلم والأمن الأفريقي لإنقاذ المحادثات بين دولتي السودان وجنوب السودان من الانهيار، ودعا رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير ميارديت إلى لقاء طارئ في العاصمة الإثيوبية اليوم الثلثاء لدفع المفاوضات قبل يومين من انقضاء المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتسوية الملفات العالقة بينهما. وتعثرت في شكل مفاجئ المحادثات الجارية في أديس أبابا بين دولتي السودان في قضية النفط بعد اتفاق جزئي، بعدما تمسك كل طرف بمواقفه. وعُلم أن الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي أبلغ طرفي التفاوض أن المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتسوية القضايا العالقة بينهما ستنتهي الخميس المقبل، وأنه لا يوجد اتجاه حتى الآن لتمديد المهلة الزمنية. وقالت مصادر قريبة من المحادثات إن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيسعى إلى ممارسة ضغوط على البشير وسلفاكير لإبداء مرونة وتنازلات متبادلة في القضايا المرتبطة بالنفط والحدود والنزاع على منطقة أبيي. وقال مسؤول في الاتحاد الأفريقي ل «الحياة» هاتفياً أمس إن الكرة الآن في ملعب الدولتين وعليهما قبل حلول الثاني من آب (أغسطس) أن يعكسا جدية أكثر من تواجدهما في مقر التفاوض فقط. ولم يستبعد أن يقدّم مبيكي إلى مجلس الأمن الخميس اقتراحاً باتفاق توفيقي حول القضايا العالقة يُلزم به الطرفين. وقال مسؤول سوداني ل «الحياة» أمس إن ملف النفط تواجهه معضلة حقيقية، موضحاً أن وفد بلاده لا يزال عند مواقفه في شأن تفاصيل الأرقام للسماح بنقل نفط الجنوب عبر أراضيه. ورفض تحديد ما إذا كان البشير سيلبي دعوة مجلس الأمن والسلم الأفريقي، مبيّناً أن الرئيس السوداني سيتوجه اليوم الثلثاء إلى الدوحة.