بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين الإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ها نحن نلتقي في الاجتماع ال17 لمجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في ثاني اجتماع سنوي يغيب عنه مؤسسها. نجتمع ونحن نستظل بالمبادئ التي أرساها الغائب الحاضر، الغائب جسده، الذي أفناه في فعل الخير، وحب الناس، والسعي إليهم، والرحمة بهم، فالراحمون يرحمهم الله، ومن لا يرحم لا يرحم. والحاضر روحه التي ترفف فوق كل موقع، زرع فيه أملاً، ومسح عنه دمعة، أو وضع على الشفاه بسمة، أو أعان على مصاعب الدنيا وشقائها، من دون منة أو أذى، إنما ابتغاء لوجه الله – تبارك وتعالى – وطمعاً في رضاه. (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) صدق الله العظيم. أدعو لك الله يا سيدي أن تكون منهم. قبل أن نبدأ اجتماعنا، أهنئكم بالشهر المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر العبادة والعمل، فكل عام وأنتم بخير وقيادتنا في توفيق ونجاح، وسعي محاط برعاية الله، إلى تحقيق أمن بلدنا الحبيب وأمانه، ورفاهية شعبه العظيم ورخائه. سأظل أذكركم بما أعده نهجاً لمسيرتنا، وبما تعاهدنا عليه، بعد رحيل باني المؤسسة وراعيها. تعاهدنا على بذل الجهد الصادق، والإخلاص في العمل، وأن تظل المؤسسة نبع خير وفضل وإحسان، قبلة للمحرومين والمحتاجين، تستقطب الخير من دون تحيز لدين أو عرق أو جنس أو نوع. فهكذا كان سلطان الخير، وتلك كانت توجيهاته وتوجهاته. أرجو أن نسمع خلال مناقشة موضوعات جدول الأعمال، ما يؤكد وفاءنا بالوعد، والتزامنا بالعهد، مراجعين أعمال عام مضى، مستبشرين برؤية مستقبلية مشرقة لعام قادم في ظل خطة حكيمة رشيدة، نراقب فيها أنفسنا ونحاسبها قبل أن نحاسب من لدن عليم خبير، داعياً أن يظل الخير فينا وفي أمة نبينا محمد – عليه الصلاة والسلام – إلى يوم الدين.